استخراج سالم!

أمين الوائلي
السبت ، ٠٨ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ٠٣:٢٦ صباحاً
مشاركة |

لم ينكر كلامه، لكنه قال كان في جلسة عابرة.

موضوع الدرس هو الكلام، أما طراز الجلسة ما يفرق؛ عابرة أو قصيرة المدى. أما ان الكلام مقطع، كما قال، فلأن التسجيل يبث في مقاطع قصيرة ومجزأة؛ لهذا يقال تسريبات. ولعله سيوافق ان الثاني أطول وأوضح وأريح، بانتظار الثالث.

ليش العجل يعني، عادي؛ مقطع اطعم، والدنيا أحسن "حبة.. حبة"، أم نقول "هزة.. هزة"؟!

في الواقع؛ قال وأفاد فيديو التغطية والتعقيب على فيديو التسريب أكثر مما قاله الرجل. حصاد الإشارة فيه أكثر وأهم من العبارة.

ومع كونه لم ينكر ولم ينف صحة وواقعة الكلام المنسوب لديه إلى جلسة عابرة، فإنه وفي حالة سالم؛ من موقعه الاعتباري، وفي ضوء الحيثيات المحيطة بالتسجيل مقدمات واستنتاجات ومآلات، فحتى المواطن التي سيفهم منها صراحة النفي ستعني الإثبات حكما ونتيجة.

(ولو لو لم تقل بهذا إلا متوالية استدعاء رطوبة اللعاب إلى الشفتين المتيبستين على ما حاولت اللسان مرارا).

ولحسن الحظ أن التسريب منحنا هذه الفرصة السانحة؛ للتعرف عن قرب إلى حد ما ولمرة تكاد تكون الأولى على الرجل الغامض من وراء ستارة الكنية والإسم الحركي والصفة والصيت الذي ارتبط به.

إنه لمكسب جانبي مهم ومهم جدا؛ من وراء مقاطع التسريبات القصيرة المسجلة، خروج أو استخراج سالم علانية في مقطع طويل مسجل، وبهذه الطريقة، وتحت إلحاح وضغط الضرورة وعوامل أخرى معتبرة باعتبار موقف ودور وصفة الرجل وارتباطاته وموقعه من الجماعة وموقعها من الشرعية.

هناك استخلاصات قيمة توافرت ويمكن توثيقها وأرشفتها للرجل في ملفه شبه الخالي من أي معلومات شخصية وانطباعية ونفسية وسلوكية؛ بالمعنى الذي تشتغل عليه فنون وخبرات سيكولوجية مهمة من قبيل قراءة الملامح وتقاسيم الوجه والسحنة والحركات والانفعالات المصاحبة للتكلم وما تعنيه وتعطيه من مؤشرات تقييمية خلال الحديث أو خلال تحدثه للكاميرا.

وهو، بالمناسبة؛ لم ينظر أو يركز عينيه في عين العدسة وفي عيون الجمهور، معظم إن لم يكن كل مدة التسجيل. وهذه بالطبع لوحدها تعني الكثير وتفيد ما يفيد.

لا يقال من فراغ: عيني في عينك؟!

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!