أنا من اليمن

محمود ياسين
الأحد ، ٠١ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٣٥ صباحاً
مشاركة |

يا الهي ، من اليمن ؟ هكذا اندهش اللبناني وهو يتصفح تبادل الهزء 

انه لمن المزعج حقا اندهاشك هذا 

والتي تبدو كاطراء لشخصي الروائي ، وهي من جانب اخر شكل  من استعلاء على سردية فاتنة عمرها اربعة الاف سنة 

صديقي العراقي يظننا نوع من ادب شعبي قد يتنبه له يوما على سبيل الاهتمام بالفلكلور 

في دمشق اندهش الاستاذ الجامعي وانا ابحث عن رواية اورهان باموق ، وكأنه يجدر باليمني في دمشق البحث فحسب عن بدلة سورية رخيصة . 

يتحول اول عربي يصادفك الى ذكي ، او مدرس من حقبة السبعينات ويغدو الخليجي وهو يرزح تحت وطأة فخذ جمل التهمه للتو ، يغدو ذكيا ومتأنقا على حساب شائعة حقيرة تلاحق وجودك اليمني وتدمغه . 

كأننا ريف مدينة العرب ، علي احدنا التجول بينهم كقروي نبيل يذكرهم ببراءة الجذر وافتقاره للمعرفة . 

قال المثقف المصري انه سيجد الوقت لكتابة منشور عن روايتي ، هو طلبها ولم ارسلها اليه ، يعمل في احد فنادق القاهرة ليلا وفي الصباح يقرا روايات ، وما ان تأكد له انني من اليمن الا وتحول فورا الى ناقد ، لم يغفل في نهاية المحادثة الاشارة الى ان والده كان يدرس في اليمن ، كنت مرهقا لحظتها ولم اجد الطاقة الكافية لاخبره بموقفي ، طلبت اليه فقط  الاهتمام بصحته 

لن اسرد هذا على نحو رثائي اذ ان الاذكياء يروننا جيدا ويعرفون عشرات الاسماء اليمنية المتقدمة في اشكال الكتابة والشعر والقصة . 

فقط اتذكر ناقدا يظنني اكتب لاحظى بالتشجيع بوصفي يمنيا ملفتا يزاحم على ما يقتسمه فصيل معروف من المنتمين لاقليم الدوريات الثقافية وموارد النقد ، ابتسمت له من مكاني في اليمن واخبرته انني اذ اكتب رواية انما اسعى لوضع السردية اليمنية في مكانها  اللائق على رف الادب العالمي. ، والى جوار الكبار وليس كمحاولة جريئة للجلوس اليمني على مقعد ندوة شاغر في بيروت ، 

لا تزال سيدة يمنية تشرغ بالدمع كلما تذكرت كيف اندهش عرب اللوبي في احد الفنادق من تجول اليمنية وبيدها باقة ورد ونسخة من رواية لاحلام مستغانمي ، اعرف ان هذا موجع. 

الكتابة في هذا مذلة هي الاخرى ، اشبه باقناع ساذج انك لست ما يظنه ، تمسي المرافعات الوطنية مزيج من امتعاض شخصي وحدة انتماء لبلد يجب ان يتوقف محيطه عن معاملته بهذا الغباء ، 

احب الجزائريين ، انهم مرآتنا الذكية التي تتحدث الفرنسية.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!