الموت_جوعا

فتحي بن لزرق
الأحد ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ١٢:٣٧ مساءً
مشاركة |

تتجه الأوضاع في عدن، وسائر المحافظات المحررة، نحو انهيار كارثي شامل. الخدمات تتلاشى، والريال اليمني يهوى أسبوعًا بعد آخر، فاقدًا ما لا يقل عن مئة ريال من قيمته كل سبعة أيام، في أسوأ سقوط اقتصادي عرفه اليمن في تاريخه.

كل المؤشرات تنذر بانهيار شامل لكل شيء: حياة الناس، معيشتهم، قدرتهم على شراء أبسط الاحتياجات، تفشي الجوع، تفشي المخدرات والجريمة، المحلات التجارية تغلق أبوابها تباعًا، والأسواق تفرغ كأن المدينة تلفظ أنفاسها الأخيرة. وفي ظل هذا الخراب، يطل عليك من يشبه "الحدجة"، رأس أجوف، ليبشرك بتحرير صنعاء! بأي مشروعٍ تبشرون الناس، وأنتم لم تحرروا رغيف الخبز من أنياب الجوع؟!

بأي رجال تطلبون انتفاضة شعب، بات كل همه حفنة طحين أو ساعة كهرباء؟!

أي وعي هذا الذي تدعون الناس إليه، وأنتم تجهلون أبجديات الرحمة والمسؤولية؟! أجزم أنكم ستقرؤون في القريب العاجل عن أُسر ماتت داخل بيوتها من الجوع، وشخص ارتكب جريمة فقط ليطعم أطفاله، وامرأة قتلت زوجها لأنه فشل في توفير أدنى مقومات الحياة لأسرته.

إن ما يحدث في المحافظات "المحررة" وصمة عار لا تمحى، وجريمة مكتملة الأركان بحق شعبٍ أعزل. هو واقع لا يجب السكوت عليه، ولا القبول به. ولعنة الله على كل من سكت عن تعذيب الناس، وأهان كرامتهم، وأدخلهم في نفق المجاعة والمذلة.  

أبرز ما جاء في لقاء معالي الدكتور شائع محسن الزنداني مع قناة سكاي...

لا تعليق!