ما لا تعرفه عن فيلم ’’الرسالة’’ للمخرج مصطفى العقاد

حسين الوادعي
الاربعاء ، ١٨ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٣٦ صباحاً
مشاركة |

ما هي الاساءة للإسلام والرسول؟ 

دعوني أحكي لكم حكاية صغيرة.

كلنا شاهدنا فيلم ’’الرسالة’’ للمخرج مصطفى العقاد ، وكلنا على ما اعتقد نعتبره من أفضل الإعلام الدرامية التي قدمت صورة ايجابية للإسلام وبامكانيات عالمية.

هذا الفيلم، نفسه، اعتبره حراس العقيدة، عند انتاجه في 1976، اساءة للاسلام والرسول والصحابة!!

بدأت الحرب ضد الفيلم حتى قبل تصويره، وقادت السعودية المعركة ضد الفيلم ’’المسيء’’ حتى تم اجبار المغرب على منع تصوير الفيلم في أراضيه.

الازهر ، بعد أن كان قد وافق على الفيلم، عاد وانتقده وطالب بمنعه وظل الفيلم ممنوعا من العرض في مصر اكثر من 20 سنة.

قامت ضد الفيلم حملة اعلامية ودبلوماسية شعواء لا تقل عنفا عن الحملة التي قامت ضد الرسوم الدنمركية عام 2006 !

ليبيا كانت البلد الوحيد الذي انقذ الفيلم من السقوط ووافق على تصوير مشاهده وبناء ديكوراته داخله.

كان تصوير الفيلم يتم وسط حراسة مشددة خوفا من أي عمل عدائي ضد الفيلم ’’المسيء للرسول’’!

عندما حان موعد عرض الفيلم عام 1977 منعت اغلب الدول العربية عرضه، فذهب العقاد لعرضه في أوروبا ففوجيء بالمسلمين الغاضبين هناك يحاولون منع عرضه مما جعله يغير عنوانه من ’’محمد رسول الله’’ إلى العنوان الذي عرف به اليوم ’’الرسالة’’.

عندما تم عرض الفيلم في أمريكا هاجم أعضاء جماعة ’’امة الإسلام’’ دور السينما واحرقوها!

كان أحد اسباب اعتبار الفيلم اساءة للرسول أنه رمز للرسول بضوء يظهر في المشاهد التي يتحدث فيها الصحابة معه!

قدم الفيلم صورة مبالغ في المثالية للإسلام، صورة اسلام معقم، وصافي ونقي بلا معارك ولا صراعات ولا جهاد ولا عنف.

رغم المثالية المفرطة للفيلم إلا أن حراس العقيدة لم يتسامحوا..

فكيف يجرؤ ويرمز للرسول بالضوء وبحركة الكاميرا . ’’إلا رسول الله’’... ’’بأبي انت وأمي يا نبي الله’’. ’’لنقطع رأس المخرج الكافر’’..!

إن التطرف والارهاب لن يعاقبك فقط على الاختلاف معه... انه سيعاقبك حتى لو نافقته وقدمته في صورة مثالية لا تتوافق مع معاييره الصنمية الصارمة.

قدم العقاد الإسلام في مشاهد راقية ومصنوعة بمعايير عالمية... وبانتقائية تم انتقاده عليها من الناحية الدرامية ،خاصة وانه اهمل حقائق ذكرتها حتى أمهات كتب السيرة المعتمدة.

عند صعود داعش سخر البعض قائلين ان داعش هي ’’المشاهد المحذوفة من فيلم الرسالة’’!

هذه المشاهد المحذوفة قتلت المخرج الذي أراد تقديم صورة حضارية للاسلام في تفجيرات ارهابية في عمان هام 2005.

الخلاصة ان مفهوم الاساءة عند التطرف والارهاب واسع جدا..

إذا قلت ان الرسول لم يقتل معارضية ولم يتزوج طفله في الثامنة ولم يأمر بالنهب والسبي..قد يرى البعض في ذلك اساءة تستاهل قطف رأسك.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!