صورة من المهجر

حسين الوادعي
الثلاثاء ، ١٨ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ١٢:١٦ صباحاً
مشاركة |

لا يمل المسلم من دعوة غير المسلمين للاسلام، أو التحسر على تأخرهم- غير المفهوم- عن الالتحاق بالدين الصحيح.

وكلما كان غير المسلم متفوقا ومثاليا، زادت رغبة المسلم في ادخاله الإسلام منطلقا من العبارة التقليدية (انه شخص رائع لا ينقصه الا الاسلام!)

يتحول الموقف الدعوي الى كوميديا متناقضات..

لكن التناقض الاهم هو ان  المتخلف يقدم نفسه للمتحضر باعتباره نموذجا يحتذى به.. 

ولكم ان تتخيلوا حيرة الاجنبي البريء وهو يستمع لشخص شبه أمي بسبب رداءة التعليم في بلاده، ومذعور بسبب القمع الممنهج لحكوماته، وشاحب لسوء تغذيته وكثرة امراضه... يستمع له وهو يقول له: خلاصك وسعادتك عندي..انزع الغشاوة التي على عينيك واتبعني..لو اتبعتني ستصبح مثلي تماما!

يظن المسلم ان الاسلام يعفيه من كل التزام او مجهود لتكون له مكانة في العالم. لقد اكتسب مكانته في نفس اللحظة التي تم فيها ختانه!

يتحول الفخر بالاسلام الى غشاوة. الى جدار ضخم يمنع المسلم من رؤية حقيقة وضعه وكارثية تأخره، ويحرمه من الغضب والتمرد الذي يدفعه لتطوير ذاته والخلاص من تخلفه.

*******

صورة من المهجر

يتهرب من الضرائب. يزور تقارير طبية ليستلم مساعدات من الدولة. يستغل عماله ويدفع لهم اقل من الحد الأدنى. يصادر حقوق زوجته وبناته. أولاده متسربون من التعليم وفي الطريق للانضمام للعصابات. يرمي القمامة في الشارع عندما لا يشاهده أحد. يحرض أولاده على تخريب الممتلكات العامة. يطلق زوجته شكليا ليحصل على شقة من الدولة ويعيش معها بشكل سري مخالفا للقانون. يبيع بضائع منتهية الصلاحية. 

ومع ذلك….

يرى نفسه أرقى وأعلى وأنظف لأنه نطق الشهادتين ولا يأكل لحم الخنزير ويصلي في المناسبات!

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!