جلد الذات

حسين الوادعي
السبت ، ٠١ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ٠٢:٥٦ صباحاً
مشاركة |

جلد الذات هو اللوم المستمر للنفس لانها ارتكبت سلوكا سيئا. والهدف من جلد الذات ليس الاصلاح وانما الاستمتاع باللوم نفسه وادمان التعذيب الذاتي. 

ويقع الخطأ الفادح عندما يتم الخلط من قبل البعض بين جلد الذات وبين النقد الذاتي للعيوب والاخطاء.

وقد استساغت تيارات معينة الاحتماء خلف "تهمة" جلد الذات لمواجهة وحصار الخطاب النقدي الموجه لنقد عيوب المجتمع وخاصة العيوب الدينية والاجتماعية.

لكن النقد بغرض التغيير والتقويم يختلف عن النقد بغرض اذلال الذات والاستمتاع باهانتها. 

وليس هناك ما هو اهم من نقد الممارسات المغلوطة المحسوبة على التدين وعلى الهوية والتقاليد.

ولا يوجد مجال ينتشر فيه جلد الذات اكثر من المجال الديني. فالتدين السائد والمغلوط قائم على اساس تحقير الانسان ولعنه ( قتل الانسان ما اكفره)، وتحقير قدرته على التحكم في غرائزه ونقاط ضعفه (انه كان ظلوما جهولا، ظلوما كفورا)، وتحقير عقل الإنسان (اتبعوا اهوائهم)، وتحقير ذاته (خلق من ماء مهين)..

وتحقير الذات في الدفاع عن العادات الاجتماعية السلبية يشيع كلما كان التخلف اشد وطأة.

فيتم الدفاع عن الفوضى بالقول انها طبيعة الشعب، او تبرير الجهل والادمان وتعاطي المخدرات بالقول ان هذا الشعب لا يمكن الاطمئنان له الا وهو تحت تاثير المخدر. 

تخاف المجتمعات المتخلفة من النقد الذاتي الموضوعي وتعتبره اهانة لها، وينبري حراس التخلف لرفض النقد تحت دعوى جلد الذات، وبدعوى أن التخلف هوية وثقافة وطبيعة!  

وليس هناك جلد للذات أسوأ من تأبيد التخلف واعتباره طبيعة ثابتة لمجتمعنا لا يجوز المساس به..

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!