النفاق والمعايير المزدوجة!

حسين الوادعي
الأحد ، ٠١ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٣٤ مساءً
مشاركة |

جزء كبير من الازمة يعود للنفاق والمعايير المزدوجة..

مثلا...

يريد المسلمون ممارسة دينهم بحرية في قلب أوروبا بناء على مباديء العلمانية، لكنهم في نفس الوقت لا يؤمنون بالعلمانية، ويرفضونها في بلدانهم، ويسعون لاعادة تفصيل العلمانية على مقاسهم داخل اوروبا نفسها.

في نفس الوقت يطالبون بممارسة ديانتهم علنا تحت شعار الحق في "حرية التعبير" لكنهم في نفس الوقت يرفضون حرية التعبير التي يمارسها غيرهم، ويطالبون بحرية تعبير مقيدة بناءعلى معاييرهم وحساسيتهم الثقافية وافقهم الثقافي المحدود.

ويضحون بحياتهم من أجل العيش داخل دول التسامح والقانون الاوروبية، لكنهم في نفس الوقت يحتقرون قيم التسامح هذه ويرون ان ثقافتهم المغلقة الموروثة في اغلبها من العصور الوسطى ، أرقى من الثقافة الاوربية بتسامحها وتنويرها وعقلانيتها.

يريدون جنسية اوروبا وقوانينها ومساعدتها وحمايتها، لكنهم في نفس الوقت يريدون تاسيس مجتمعات معزولة ترفض قيم أوروبا وقوانينها وحرياتها.

ثقافة ضيقة لا ترى إلا نفسها، ولا تعترف إلا بتحيزاتها وخرافاتها، لكنها تريد من العالم كله ان يعترف بها وحدها، دون أن تعترف به.

ثقافة تطالب بالمساواة، لكنها لا تؤمن بالمساواة لانها تعتقد أن خرافاتها أرقى من قوانين الطبيعة ومن قيم التنوير ومن انجازات الحضارة البشرية.

إن أفضل هدية نقدمها لثقافة مثل هذه هو نقدها دون مجاملة، ومساعدتها على الخروج من القوقعة الضيقة للتعصب والأحادية والعنف.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!