أسرار وخفايا مقتل ”عبدالله الأغبري’’ في ارتباك تصريحات الحوثيين

فهد سلطان
السبت ، ١٢ سبتمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٦:٥٧ صباحاً
مشاركة |

منذ أن خرج تسريب مقتل عبدالله الأغبري، هناك ارتباك واضح في تصريحات الحوثيين والتعامل مع القضية، الأول: تهديد ناشر الفيديو "بالعقاب، وأنه أثر على مجرى العدالة" وهذا كلام مدير الإعلام الأمني بوزارة الداخلية (الموالية للحوثيين غير المعترف بها دوليا).

ثانيا: كان السجناء على ذمة التحقيق في الحادثة ثلاثة فقط، وبعد نشر الفيديو تحرك الحوثيون نحو الخمسة، فيما ظهروا في تسجيل اليوم أربعة فقط وهم في وضع طبيعي ويتحدثون بثقة على غير العادة في مثل هذه القضايا الجنائية، وجميعهم (المتهمون) تحدثوا عن ممارستهم للتعذيب والقتل فقط دون ذكر للدوافع والأسباب، وهذا يضع علامات استفهام كثيرة، فقد كان الأولى أن يتحدثوا عن الأسباب في هذه الجريمة النكراء والسادية الشنيعة.

ثالثا: خروج معلومات كثيرة ومتضاربة خلال اليومين الماضيين، من المؤكد أن بينها خيوط صحيحة يمكن البناء عليها لفهم أبعاد القضية، وهذا طبيعي حصوله في ظل غياب المعلومة، فما كل ما قيل صحيح ولا كله كذب.

أخيرا، خرج حسين الأملحي - وهو قيادي حوثي من القيادات الأمنية في صنعاء - في بث مباشر لأربع دقائق فقط، تحدث مستغربًا من الحملة ومن الإصرار لدى اليمنين في هذه القضية بهذا الحماس، فالموضوع - حسب قوله - بيد القضاء، ثم ذهب في ثنايا كلامه للحديث عن فضائح أخلاقية في أماكن الشرعية، وأنه لم يبت في أي قضية منها حتى الآن، وحديثه كان بانزعاج وانفعال على غير عادته، كما أن حشر قضايا الشرف في كلام الأملحي في قضية جنائية (افتراضا) يضع علامات استفهام، فالربط من قبله ليس عفويًا.

أتوقع أن الحوثيين في حرج شديد بهذه القضية، وأن الذهاب نحو الإعدام من المحتمل أن يفجر تفاصيل أكثر، وقد يخرج أشخاص أخرين متورطين ليس في القتل ولكن ضمن العصابة ومهاما، كما أن تسريب الفيديو أفشل جهود الوساطة للتحكيم وقبول الدية، والتي كانت قد قطعت شوطا كبيرا..

بالنسبة لأسرة "الأغبري" فهي الآن تحتمي بالناس، وبات موقفهم أقوى من قبل، ويتخوف البعض من أن دخول الحوثيين معهم بصفقة ولكن هذا غير وارد حتى الآن.

كان يمكن أن يتحدث القتلة عن تهمة سرقة التلفونات، لكن ذلك لم يحصل؛ لأنها تهمة ساذجة وتم ترويجها قبل خروج الفيديو، إذا يستحيل عقلا ومنطقا أن يضرب شخص حتى الموت لأنه سرق تلفونات.!!

الموضوع أبعد من ذلك بكثير، ومن يطرح بأن هناك شبكات لا أخلاقية وراء فهو لا يتجاوز منطق الأشياء في مثل هذه الجريمة، بل إن منطق الجريمة يدعم التعذيب والقتل بهذه الوحشية لفرضية أنه صادر معلومات بهذا القبيل أو هدد أو رفض العمل أكثر من كونه سرق تلفون أو حتى خمسة تلفونات.

العصابات في صنعاء كثيرة والمرتبطين بها من رجالات الحوثي كثير في شتى مناحي الحياة، وربما أن هذه القضية لو استمر الضغط بهذا الأداء سوف تكشف حقائق كثيرة في القريب العاجل.

في النهاية الحوثيون سيضحون بهؤلاء الخمسة أو بعضهم – وهذا مطلب أساسي لغالبية الناس – لكن هل ستقف القضية عند هذا الحد؟!

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!