يحتاج الإصلاح شيء المسؤولية التاريخية وعلى جناح السرعة، في التغلب على مخاوفه، وقطع الصلة تماما بانتظار فرصة "حسب الطلب يجود بها القدر" دون أن يخلق الفرصة ذاتها، عبر بالذهاب بشجاعة نحو عقد مؤتمره العام الخامس، وانتخاب قيادة جديدة تتولى زمان الأمور.
الفرصة المنشودة وفق شروط الحزب، لم يجود بها القدر منذ عام 2007، والقدر هنا، لا يمنح لأحد فرصة بشروط الماضي دون أن تنتزع انتزاعا من أجل المستقبل، وذلك في تحقيق الحد الأدنى من المعايير الموضوعية لانعقاد المؤتمر وذلك ممكن حدوثه لو أراد ذلك.
واحدة من معضلات الإصلاح المزمنة، التغيير البطيء داخل الحزب رغم أنه الحزب الوحيد الذي انتظمت أربع مؤتمراته في موعدها المحددة، وكان ذلك مثار إعجاب الداخل والخارج، وكانت تجربة ثرية وملهمة في نفس الوقت.
تغير الأمر منذ أن دخل معترك الانتخابات الرئاسية ضد نظام صالح في عام 2006، فقد شعر النظام حينها بهزة عنيفة لعرشه، متوعدا بالانتقام، وهنا، انكفئ الحزب {قيادته التاريخية} عن الانعقاد والسير نحو التغيير معا تحت يافطة "الأوضاع لا تسمح!"، وكلما تقادم الزمن ساءت أوضاع الحزب وتأثير ذلك على وضع البلاد، وها هو الحزب ينتظر فرصة منذ 15 عاما لم تحن بعد، فخسر جراء هذا الخوف المرضي أضعاف فيما لو تجاسر وقهر الظروف وذهب نحو التغيير من أجل المستقبل له ولأعضاء حزبه، ولليمن بالمقام الأول.!!