عندما يدرك الذئب أنه يخسر المعركة ضد ذئب آخر ويعي أن لا فرصة له في النصر، يتخذ قرارا غير متوقع البتة،
يعرض حنجرته بكل سلمية لمنافسه، وكأنه يقول: "لقد خسرت، فلننه ذلك فورا"
ولكن في تلك اللحظة تحديدا، يحدث شيئا مذهلا فعلا !!الذئب المنتصر، بدلا من توجيه الضربة القاضية، يتجمد
في مكانه،
و كأن هناك قوة تكبحه، قانون صامت صارم وغريزي،
شيء منقوش في حمضه النووي، أو ربما أبعد من ذلك،
يهمس له بأن ابقاء النوع أهم من إشباع رغبة القضاء
على خصمه و الانتصار،
يا لها من آلية طبيعية غريبة، لا شك أنها "ارادة الحياة" التي كلمنا عنها شوبينهاور.لا يوجد جبن عند الذئب الذي استسلم،
ولا انتقام عند من توقف،مجرد توازن مثالي،
لا يوجد فائز أو خاسر،كلا الذئبين يمضيان في طريقهما، و يستمر النوع وتستمر دورة الحياة...
قد تكون هذه القصة الشيقة والمعبرة التي تصف سلوك الذئاب في بقعة غير معلومة على هذه الارض قد تكون
ذئاب اوروبا او ذئاب امريكا الجنوبية او حتى ذئاب
اليابان لكن من المؤكد انها لا تصف الذئاب العربية فالذئاب العربية لا تملك هذه الروح المتسامحة او هذا الفكر
في ادارة صراع البقاء.
على النقيض تماما فالذئب العربي لا يفكر الا في كيفية التخلص من الجميع حتى لو كانوا من بني فصيلته وفد
يحدث ان تتحالف مجموعة من الذئاب من اجل الفتك
بذئاب اخرى او التخلص من ذئب اخر يعتقدون بانه
يشكل خطر عليهم.
اما الذئب الضعيف فهذا بالذات لن ينجو من بقية الذئاب العربية. لا مكان لنظرية شوبينهاور "ارادة الحياة" في
مجتمع الذئاب العربية ارادة القتل والفتك بالاخر فقط
هي التي تعرفها هذه الفصيلة من الذئاب التي نشاءت وترعرعت في منطقتنا العربية. ذئابنا العربية لا تعترف
بالرفق بالخصم او بشرف الخصومة حتى انها قد تعقر
ضحيتها من دون الاجهاز عليها لمجرد اشباع رغبة
الانتقام فقط.