كلنا إرهابيون ..

بقلم : ابراهيم عسيلي
السبت ، ٠٣ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٤:٠١ مساءً
مشاركة |

كنت في الماضي كلما سمعت او قرأت عبارة " مكافحة الفساد "اضحك ساخرا من هذه العبارة وممن يكررها واتذكر رد الملائكة عندما علموا بخلق الله لابونا ادم في الاية  ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )  فالفساد صفة تلازمنا منذ بداية الخلق وكل ما نسمعه عن مكافحته ليس الا مجرد هراء والفساد باقي الى ان يرث الله الارض ومن عليها.

وفي هذه الايام خرج علينا الكثيرون بعبارة اخرى هي " مكافحة الارهاب " ويدور الكثير من الحديث حولها وحول مكافحة تمويل الارهاب وتجفيف منابع الارهاب و الارهاب والكباب. فلا حديث الان الا عن الارهاب ويتناسى الجميع بان هذا الارهاب المزعوم والذي يريدون مكافحته والقضاء عليه يلازمنا منذ القدم ايضا شأنه شان الفساد والمذكور في الاية بسفك الدماء والا ماذا نسمي ما كان يحدث من غزو القبائل لبعضها البعض ؟

فقد كانت القبيلة التي عدد افرادها 50 شخصا تهجم على القبيلة ذات الـ 20 شخصا تقتل رجالهم وتسبي نسائهم وتاخذ حلالهم. ليس ذلك فحسب فالارهاب موجود في كل اشكال حياتنا منذ القدم الى اليوم والارهاب يرافقنا في بيوتنا ومدارسنا ومجتمعاتنا وتذكرنا الان فقط بانه يجب علينا مكافحته والقضاء عليه اليس من الاولى ان نبداء بالارهاب الذي يحدث في البيوت وفي المدارس وفي المجتمع الذي نعيش فيه ! 

عندما يقوم رجل بضرب زوجته ضربا مبرحا تبدو على اثره وكانها خرجت من حادث فضيع وبعد ذلك وبكل بساطة يطلب منها ان تحضر له الغداء ويخرج بعد ذلك ليجلس مع اصدقائه وكان شيئا لم يحدث. اليس هذا بارهاب يجب مكافحته والقضاء عليه ؟

وفي احيانا اخرى يتعدى هذا النوع من الارهاب الحاصل في البيوت الى الاطفال فيتم ضربهم ايضا بطريقة بشعة ومؤذية لاجسادهم الصغيرة تحت مسمى التربية وفي احيان اخرى يمارس ارهاب البيوت على يد الاخ الاكبر كون رب الاسرة بعيدا اما لغربة او وفاة فيكون الاخ الاكبر هو الوريث الشرعي للممارسة الارهاب في البيت فلا تسلم منه اخت او اخ وربما يدرج امه ايضا تحت بند ارهابه اذا تدخلت وساعدت او دافعت عن احد من الضحايا.

ومما يحزن في الموضوع ان المجتمع يقر ويمول ويؤيد هذا النوع من الارهاب باشكال ومسميات متعددة منها التريية او خلافات عائلية, بيته وهو حر فيه ياخي حرارة في بطنك ان شاء الله هذا ارهاب لا يختلف عن الارهاب الذي تمارسه داعش. وفي المدارس يمارس بعض الاساتذة الارهاب على اطفالنا اما بالضرب او بالتعنيف الفظي الشديد يوميا والمشكلة ان هناك ايضا من يبرر ويدعم هذا النوع من الارهاب بعبارة التعليم وقديما كان يمؤل هذا الارهاب بعبارة "لك الحم ولنا العظم"

اما عن الارهاب الذي يحدث في شوارعنا فحدث ولا حرج فكل من لديه سلطة او نفوذ يستطيع ان يضرب من يشاء ويشتم من يشاء دون رادع او عقاب بل وربما يجد التائيد والتحريض على ممارسة ارهابه ممن يتملقون اليه للحصول على مقابل.

ان النتيجة النهائية لكل هذا الارهاب المتفشي من حولنا هي ما نسميه بالارهابين هولاء لم يكونوا ارهابين ابدا نحن من صنعنا منهم ذلك عندما لم ننصفهم ولم نمد لهم يد العون لنخرجهم او نساعدهم من الارهاب الذي كان حاصل عليهم فقرروا الانتقام من كل من خذلهم.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!