تسخيف نتنياهو!

ياسر الزعاترة
الثلاثاء ، ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٣٨ صباحاً
مشاركة |

من افتتاحية “هآرتس”:

"في 7 أكتوبر انكشف "مدير مشروع إسرائيل" كفزّاعة. كل ما قاله نتنياهو تبيّن أنه ذرّ للرماد في العيون. لم يفشل فقط في طمس الكفاح الفلسطيني، بل إن إسرائيل تحت قيادته – الأطول في تاريخ رؤساء الحكومات بمن فيهم بن غوريون – انكشفت بعرْيها. ليس صدفة أن كل من كانوا في 7 أكتوبر في بلدات الغلاف وصفوا فراغا: لا توجد دولة، لا يوجد جيش. لم يأت أحد (...) حان الوقت لمطالبة من أوقع هذه المصيبة على دولة إسرائيل أن يخلي كرسيّه، وأن يسمح لآخرين بإصلاح ما دمّره". أنتهى الاقتباس).

الحق أن المعضلة ليست في نتنياهو، بل في مشروع عقائدي شاخ، وفي طريقه للأفول، ويسرّع أفوله أبطال رائعون باعوا أنفسهم لربّهم، وهو سبحانه لن يَتَرِهُم أعمالهم.

*******

عن الورقة المصرية للتعامل مع حرب غزة.

بعد نشر تفاصيل الورقة، يمكن القول إن أهمّ استنتاج يمكن استخلاصه منها هو أن العدو في مأزق كبير.

نقول ذلك لأننا ندرك أن السلطات المصرية لم تكن لتطرح الورقة دون التشاور مع حكومة الاحتلال.

"حماس" لم ترد، لكن تصريحاتها الحاسمة بشأن الصفقة عموما تمثّل نوعا من الرد.

الورقة فيها بعض الإيجابيات، لكنها بلا أي ضمانات، والشيطان يكمن في التفاصيل.

وما يُستشَف منها - إذا أخذنا تصريحات مجلس حرب الغزاة في الاعتبار - هو أن الهدف لا يعدو نزع ورقة الأسرى من يد المقاومة دون وقف العدوان بشكل نهائي، ومع الإصرار على إنهاء حالة المقاومة في القطاع، وصولا إلى تسكين سُعار الثأر على نحو يرمّم معنويات المجتمع الصهيوني وداعميه.

هي مرحلة عضّ أصابع و"حماس" تدرك ذلك، كما تدرك أن الغزاة في مأزق، ومن الطبيعي تبعا لذلك أن تصرّ على شرطها بوقف العدوان بشكل نهائي.

بوسعهم تقدير الموقف اكثر منّا.

المهم هو أن لا يتغيّر بسبب مجاملات أو استجابة لضغوط.

سدّد الله الرأي بجانب الرمي.

*******

تقرير في "يديعوت" عن مشاعر الكراهية تجاه الصهاينة بعد 7 أكتوبر.

يقول:

"(منذ 7 أكتوبر شعر اليهود الأمريكيون وكأنهم مستهدفون، معزولون، وعلى أنحاء عدة، نشعر أننا تُركنا وحدنا). هذه الجملة، التي تعكس أيضا مشاعر العديد من الإسرائيليين الذين يشعرون بالوحدة أمام العالم، قالها السيناتور اليهودي المخضرم تشاك شومر في واحدة من أقوى خطاباته في مسيرته السياسية الممتدة 45 عاما.. خلع شومر قفازاته وقال ما يشعر به الكثيرون: هناك إقصاء لليهود من المجال العام ومحاولة لتنفيذ "استبعاد لليهود": استبعاد للعلامات المتعلقة باليهودية وإسرائيل. يحدث هذا الاستبعاد على عدة مستويات. المستوى الأبسط هو الفضاء المادي. فإذا أخذنا على سبيل المثال عيد الحانوكا، الذي انتهى منذ وقت ليس ببعيد، فإنه يعتبر من أكثر الأعياد شهرة وقبولا في العالم كله، حتى بين الطوائف غير اليهودية. وقد شارك العديد من القادة السياسيين والشخصيات العامة في فعاليات إضاءة الشموع على مر السنين، بما في ذلك بالطبع الإضاءة التقليدية في البيت الأبيض. هذا العام، كان عيد الحانوكا أقل حضورا بكثير في المجال العام. وتسبب الارتباط بين حرب إسرائيل في قطاع غزة والجاليات اليهودية في العالم في عدم رغبة كثيرين في المشاركة في الاحتفال اليهودي، وأصبح الشمعدان رمزا مخصصا في بعض الأماكن العامة". (انتهى الاقتباس).

دعك من بعض المبالغة والتي قد تُستخدم في سياق الابتزاز الذي يجيده الصهاينة، لكن الحقيقة أن حرب الإبادة في غزة قد تركت آثارها على الرأي العام العالمي، وبالضرورة على من يؤيّدونها، لا سيما أن غالبية اليهود كانوا كذلك.

"طوفان الأقصى" وما بعده أصاب دعاية العدو وامتداداته في العالم أجمع.

هذه حقيقة لا يماري فيها عاقل.

هذا رغم حقيقة أن المستوى الرسمي في الولايات المتحدة، وفي الغرب عموما، ما زال منحازا للكيان وامتداداته.

*******

كاتب إسرائيلي يسأل: ماذا حققنا؟

من تحليل لـ"نير كيبنيس" في "معاريف":

"لقد مرّ أكثر من شهرين ونصف من القتال. وربما لم يتم بعد احتساب تلك "الأشهر الطويلة" التي تمّ الادعاء بأنها ضرورية لاتخاذ قرار، ولكن من المؤكد أنها كافية (بما في ذلك ما يقرب من شهرين من العمليات البرية)؛ لفحص ما إذا كانت إسرائيل قد اقتربت من تحقيق الأهداف القتالية.

ماذا حدث للعدو هل ضعف أم غدا أقوى؟ حسنا، لسوء الحظ وبكلمة واحدة: لا. وبصورة أكثر عمقا: في نهاية شهرين ونصف من القتال، تقوم إسرائيل بإحصاء القتلى في كل يوم يمر، دون أن تتمكّن من تقديم إنجازات مهمة على الجبهتين اللتين تم تحديدهما منذ البداية (تحديدا في قطاع المختطفين، حيث نشهد احتجاجا، شكا مبررا، بأنه لم يتم القيام بما يكفي، رغم أن هناك على الأقل عدد كبير من العائدين، حتى لو كان غير كافٍ إلى حد بعيد.

ماذا حدث للعدو في هذه الأثناء؟ حسنا، لقد بدأ من نقطة أفضل بكثير مما كان يتوقّع. في يوم واحد تمكّن فيه ليس فقط من التسبب بانهيار أنظمتنا الدفاعية المتطوّرة، بحيث سافرت الذاكرة خمسين عاما ويوما واحدا إلى عام 1973، بل نجح أيضا في ضربنا على نحو أعاد الكثير منا إلى المشاهد التي حدثت قبل 30 عاما، ومنذ ذلك الحين، ظهر كرابح في الوعي العربي الإسلامي الجماعي، كما تكشف كل استطلاعات الرأي (من رام الله إلى جدة). ويجدر بنا أن نضيف في مقال مؤطّر أن هذا التشخيص وحده يستحق أن يكون أمام أعيننا قبل أي إعادة صياغة لمفهوم الأمن القومي". (انتهى الاقتباس).

لا جديد في التقييم، لكنه يعكس تأكيدا لما هو مؤكّد بشأن تقييم النخب الصهيونية لما جرى يوم 7 أكتوبر، ثم ما جرى بعده وحتى الآن.

إحساس الهزيمة هذا تُضاف إليه الأسئلة التالية، وفي مقدمتها حقيقة أن هنا حركة فكرية اجتماعية مع قضية عادلة لا يمكن سحقها بأي حال من الأحوال، مهما كانت نتيجة الحرب، وأن سائر الرؤى المطروحة لا تنطوي على حل للمعضلة التي طرحها "طوفان الأقصى" على العدو ودولته، بل وعلى نخبه الداعمة في الخارج أيضا، وكذلك على الدول التي تتبنّاه وتدعمه.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!