صوت شبه متفرّد في الكيان.. يفضح حقيقة الحرب

ياسر الزعاترة
الجمعة ، ١٥ ديسمبر ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٣٠ صباحاً
مشاركة |

كتب “جدعون ليفي” في صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أمس:

"لم تكن لدينا حتى الآن حرب كهذه الحرب. حرب الاتفاق المطلق. حرب الصمت الجارف. حرب التأييد الاعمى. حرب دون معارضة أو احتجاج أو رفض؛ سواء في بدايتها أو في ذروتها؛ حرب بالإجماع مع الدعم الشامل من الجميع،  باستثناء المواطنين العرب الذين تمّ منعهم من المعارضة، بدون أي علامات استفهام أو حتى أي تشكيك.. هل الحرب التي قُتل فيها نحو 20 ألف شخص في غزة؛ غالبيتهم من الأبرياء، ودمّرت تقريبا كل بيوت وحياة سكان القطاع؛ هي الحرب العادلة جدا في تاريخ إسرائيل؟ هل الحرب التي تُسبِّب المعاناة الفظيعة لمليوني شخص هي الحرب الأكثر أخلاقية في تاريخ إسرائيل؟ إذا كان الجواب (لا)، فكيف لا يوجد أيّ صوت يدعو إلى وقف حمّام الدماء هذا؟ حتى سفك الدماء المتزايد في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي لم يُثر سؤال إلى متى. كم تريدون أكثر؟".

وختم بالقول:

"المعاناة في غزة لا يمكن أن تؤدّي إلى أي انجاز لإسرائيل. الشتاء يقترب وهذه المعاناة ستتضاعف وربما ستصل إلى ثلاثة أضعاف. لم تقم إسرائيل في أيّ يوم بزرع مثل هذا الدمار، ولم تقتل هذا العدد الكبير من الأطفال والمسنّين كما فعلت في هذه الحرب. عندما يتركّز الخطاب العام فقط على إبراز الإنجازات العسكرية، الحقيقية والمتخيلة، والتمرّغ الذي لا ينتهي بالمعاناة الإسرائيلية، ومن جهة أخرى افتراس كل مظاهر المعارضة؛ فإن النتيجة واضحة: بالنسبة للإسرائيليين؛ يمكن الاستمرار في هذه الحرب إلى ما لا نهاية، ومواصلة قتل جميع سكان القطاع وتدميره بالكامل. وهذا هو الأمر الأكثر أخلاقية والأكثر عدالة". (انتهى الاقتباس).

نعيد القول:

هذا "كيان" غير الذي عرفناه طوال عقود، ومجتمع غير الذي ظهر من قبل أيضا، رغم كل ما ظهر من بشاعات قبل 7 أكتوبر.

لقد كشف "طوفان الأقصى" حقيقته التي كان يخفيها من أجل الدعاية وكسب الشرعية. إنه كيان بلا أخلاق، ومجتمع لا يرى غير ذاته القومية والدينية، وحين ظهر له تهديد حقيقي؛ أسفر عن وجهه البشع.

إنها بركات "طوفان" كشف حقيقة هذا الكيان دون رتوش، وأعاد تصويب بوصلة الصراع، بعد أن تاهت وسط طوفان مخطّطات "الإبراهيمية" و"التعايش" والسلام والتنمية.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!