إلى الأخ عبدالله العديني

محمود ياسين
السبت ، ١٤ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٣٢ صباحاً
مشاركة |

الاخ عبد الله العديني 

موش ضروري تقول رأيك بكل صغيرة وكبيرة .

حق التعبير مكفول لكل انسان ،لكن أحيانا ،اقول أحيانا يكون صمت الواعظ أجدى ،لا سيما وقد تكونت حالة ما من التوقعات السلبية ،ناهيك عن كونك وبسبب من ثقافتنا وموروثنا لا تمثل رأيك الشخصي فحسب ،حيث يأخذ كل منشور تكتبه صفة الفتوى ومايبدو وكأنه موقف الدين من القضية موضع الاهتمام ، ويفترض انك قد كونت خبرة ما بشأن ردات الفعل تجاه ما تنشره تباعا ويجدر بك وضع هذا موضع المسؤولية ، ومثلما يخلط الكثيرون بينك وبين الدين ،انت أيضا تقوم بالأمر دون وعي مسبق ربما .

لست إرهابيا كما يحاول البعض ،ولا يملك أحد مصادرة حقك في التعبير عن رأيك ،لكنك لا تمتلك حق التعبير عن الموقف الديني من كل شاردة وواردة .

عموما : يعود الأمر لتقديرك للمصلحة والضرر وجلب المنفعة ودرأ المفسدة ، اتبع هذا المعيار وعندها يمكنك انت تحديد متى يجب الكلام ومتى ينبغي الصمت .

لقد أرهقتنا طيلة سنوات وأخشى يا شيخ عبد الله وانت انسان على اية حال ان تكون غواية الشهرة والأضواء قد اجتذبتك بعيدا عن مايفترض به شخصية الواعظ المعني بتقديم الصورة الجيدة عن تعاليم الدين قبل الاهتمام بصورته هو على حساب وضع فكرة الإسلام والدين هدفا سهلا للغالبية .

هناك قضايا اساسية جديرة بالنقاش لكن ثمة تعجل وتغليب انطباعات شخصية على كل معيار ، لا شأن ليساريي تعز وناصريي تعز وعلمانيات تعز بمايبدو وكأنه استهداف لك ، انت تستفز حتى المتدينيين أحيانا ياشيخ عبد الله ،على غرار قضية اغتصاب الطفلة ذات الاربع سنوات وقتلها وأمام هذه الصدمة المروعة رحت تتحدث عن وجوب الحشمة في ملابس الصغيرات .

اما الشتائم التي تتلقاها وذلك التوحش اللفظي فهو مدان ويفصح عن تطرف مقابل ،لكن بوسعك تجنب هذا كله ببعض الهدوء وإدراك ماينبغي ومالاينبغي .

تفصح في اكثر من قضية عن موقف مفتقر لما يقال عنه " الاجتهاد " وتلك القدرة التي يتمتع بها بعض علماء الدين في تقدير الأمور وفقا للزمن وحاجة الناس ومبدأ احترام حرية الإنسان والتسامح تجاه المختلف .

هناك مثال مهم للغاية هنا وهو يقدم نموذجا ممكنا ومنطقيا ،في لقاء بين الدكتورة نوال السعداوي والدكتور محمد عمارة ،ولقد تحدثت نوال السعداوي بشأن ذات المقاربة حول ان المرأة مظلومة وترث نصف الرجل ،لم يصرخ عمارة بوجهها بتهمة انها تصور الله انه ظالم وهذا كفر ورفض لأوامر الله وهذه التركيبة المتداولة ، تحدث اليها بهدوء مبينا وبلهجة مهذبة ورصينة أن الأمر مرتبط بالمسافة مع الجيل الوارث وكان بيده كتيب يفصل مواضع ميراث ونصيب المرأة وفقا للقرآن وكيف أن المرأة ترث كما يرث الرجل في عشرين موضعا وترث اكثر من الرجل في ستة مواضع وترث ولا يرث الرجل في ستة مواضع وترث نصف الرجل في أربعة مواضع فقط ،وبقيت الدكتورة نوال تصغي إليه بمزيج من الاهتمام والتقدير . 

راجع نفسك ياشيخ عبد الله ، أسلوبك ينفر الناس ولا يبصرهم أحيانا وليس دائما .

قم بتمحيص الحكاية من اولها الى آخرها ،وستعرف كم مرة حببت الناس في دينهم وكم مرة قمت بالعكس .

هذه مسؤولية كبيرة ياشيخ ،وأنت اولى بحديث المؤمن لنفسه : اتق الله .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!