سأجيب عن هذا السؤال من القرآن:
- الصِديقة مريم عليها السلام كانت تحادث قومها وتختلط بهم والدليل قوله تعالى ( فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا) ، لولا أن صيامها منعها من الرفث وإلا فالأصل هو إباحة الحديث مع النساء والإختلاط بهن ولكم مثال عن التلميذة الصديقة مريم ومعلمها النبي زكريا ، يقول تعالى ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله ).
- ملكة سبأ تحادثت مع نبي الله سليمان وجهاً لوجه؛ خاطبته بندية ؛ تكشَّفت عليه بل وكشفت عن ساقيها؛ لم يجد النبي سليمان حرجاً في ذلك؛ بل هو نفسه أندهش من فصاحتها وذكائها حين قالت ( كأنه هو )!
يقول تعالى (فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين).
- أما امرأة العزيز فكانت تتكشف على نبي الله يوسف؛ تعيش معه في منزلٍ واحد ؛ لم يجد النبي يوسف حرجاً في ذلك لولا أن غلقت الأبواب.
- أما امرأة نبي الله إبراهيم فقد باشرت الضيوف وقامت بخدمتهم؛ يقول تعالى: (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) : قوله ( قائمة) لا يعني واقفة ؛ بل قائمة بخدمة الضيوف . وذلك يفسره قوله تعالى (فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم).
- أما بنات لوط يتكشفن على القوم بدليل قوله تعالى عن لوط ( قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين) ؛ لقد أشار إلى بناته فعرضها عليهم مقابل نكاحهن على الفطرة السليمة وبالتشريع المعمول به أنذاك.
- أخت موسى كانت تتقصى أثر أخيها الرضيع وتختلط بالناس وتحادثهم وهو في قوله تعالى ( وقالت لأخته قُصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون . وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيتٍ يكفلونه لكم وهم له ناصحون).
- أما بنات الشيخ الكبير؛ فقد سقى لهما النبي موسى ثم تولى إلى الظل ومن ثم جاءت إحداهما تمشي على استحياء فحادثته ؛ الحياء والعفة صفات المرأة المسلمة وحتى الرجال؛ أما الحديث والاختلاط فالأمر طبيعي.
كذلك نجد أن احداهن أثناء جلسة جمعت موسى مع الشيخ الكبير و ابنتيه؛ حدثت أباها بقولها (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين).
وكما نلاحظ أن الإختلاط مسموح به وأن الزواج أساسه الإشهار أمام الناس ولأجل ذلك أُقيمت الأعراس والأهازيج وتقاليد الزفاف . أما النكاح التوافقي فهذا يدخل ضمن "مِلك اليمين".
