ماهي الحنيفية؟

مياح الشميري
الخميس ، ١٧ يونيو ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٠٧ صباحاً
مشاركة |

حنف لغة: حنف عن الشيء: مال عنه، حنف رجله: جعلها "حنفاء" ، أي معوجة إلى داخل.

والملة الحنيفية في القرآن أن تكون مائلاً عن معتقدات آبائك وأجدادك الموروثة عائداً إلى طريق الله الحق،  تبحث عن الحقيقة بنفسك .. تكون دائم التفكير في الله تبحث عن إلهك الحقيقي لا المزيف. تبحث عن معتقدك الصحيح ودينك القيِّم.. دين الأخلاق والقيم، دين لا إصر فيه ولا أغلال. فالدين يُحرفه الكهنة دائماً ويغالون فيه. هم أولياء الشيطان فاحذروهم.

كذلك إبليس اللعين تعهد على نفسه أن يغوي جميع الناس، فلا ترث الدين عن آبائك الأولين، بل كُن على العكس تماماً باحثاً عن الحقيقة مائلاً عن معتقدات قومك وأبيك كما فعل نبي الله إبراهيم عندما وجد قومه وأبيه يتخذون أصناماً آلهة فقرر ان يميل عنهم ويبحث عن الحقيقة بنفسه فنظر في ملكوت السموات والأرض باحثاً عن الله (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين) وهكذا رأى القمر بازغاً بدرجة أكبر (فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) وبنفس الوتيرة رأى الشمس بقرصها الأكبر  (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون).

 فلما رآها جميعاً متغيرة وغير ثابتة قرر أن يتبرأ من آلهة قومه ليتوجه للإله الثابت الدائم الغير هالك ( كل شيء هالك آلا وجهه)، الإله الذي فطر السموات والأرض ومن فيهن، فحنف عن قومه في عبادتهم  ولم يكن من المشركين الثابتين على دين قومه بعد أن علموا الحقيقة .

( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين).

قصة إبراهيم مع قومه تشبه قصتنا اليوم ونحن نبحث عن الله وكيف نعبده عبادة حقيقية ومن كتابه الواحد.

الفرق الوحيد أن إبراهيم لم تكن الكتابة قد اكتشفت في زمنه؛ فما قبله كان الذكر فقط ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر). لذا كان بحثه عن الله الحق صعب جداً ولذا أستحق بجدارة أن يكون هو أبينا الوحيد الذي يجب أن نقتدي بآثاره ( ملة أبيكم إبراهيم)  ولا نألف آبائنا وأجدادنا الأولون.

إبراهيم مثالاً يُقتدى به وهو أسوة حسنة لنا لكيفية التعامل مع أقوامنا الضالة ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله ).

أما نحن اليوم فكتاب الله بين أيدينا  ويسهل علينا البحث. قليلاً من التعقل والتفكر وسنصل إلى طريق إبراهيم. ما علينا هو أن نحنف عن قومنا ودين أبائنا الذي ورثناه عنهم من الكهنوت الموروث ونتوجه إلى عبادة الله الواحد الأحد وإتخاذ أوامره كما أنزلها في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!