الرجم في القرآن

مياح الشميري
الخميس ، ١٧ يونيو ٢٠٢١ الساعة ١٢:٤٥ صباحاً
مشاركة |

معنى الرجم هو الإبعاد وهذا لن يكون إلا بالتحقير والإستصغار ولا يعني الرمي بالحجارة مطلقاً.

نبدأ بجمع الآيات التي تحتوي على جذر (رجم) لنفهم معناها الواحد و المحكم في كتاب الله.

الآية الأولى : ﴿قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك *لرجمناك* وما أنت علينا بعزيز﴾ [هود: ٩١]

بمعنى لولا عشيرتك لأبعدناك وطردناك أو أخرجناك من قريتنا وهذا تؤكده الآية الأخرى بسياق مختلف ﴿قال الملأ الذين استكبروا من قومه *لنخرجنك* يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين﴾ [الأعراف: ٨٨]

الآية الثانية: ﴿إنهم إن يظهروا عليكم *يرجموكم* أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا﴾ [الكهف: ٢٠]

بمعنى إذا كانت الغلبة لهم سوف يبعدوكم عن أرضكم أو تعودوا لملتهم.

الآية الثالثة: ﴿قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته *لأرجمنك* واهجرني مليا﴾ [مريم: ٤٦]

بمعنى أن آزر سوف يقوم بإبعاد إبراهيم عن الأرض ونفيه إذا لم ينتهي من تسفيه آلهة قومه   والنتيجة ستكون هجرة إبراهيم من قومه وهجران الأخير له.

الآية الرابعة: ﴿قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا *لنرجمنكم* وليمسنكم منا عذاب أليم﴾ [يس: ١٨]

بمعنى  إذا  لم ينتهي الرسل من دعوة  قومهم سيكون العقاب هو النفي والإبعاد من الأرض .

الآية الخامسة : ﴿وإني عذت بربي وربكم أن *ترجمون* • وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون﴾ [الدخان: ٢٠-٢١]

موسى يستعيذ بالله من قوم فرعون أن لا يبعدوه ويخرجوه من الأرض فإذا لم يؤمنوا  عليهم أن يعتزلوه فقط من غير إبعاد.

الآية السادسة : ﴿سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم *رجما* بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا﴾ [الكهف: ٢٢]

رجماً بالغيب.. تعني قولاً بالظن من غير دليل مبتعدين تماماً عن أعدادهم الحقيقية.

الآية السادسة : ﴿قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من *المرجومين*﴾ [الشعراء: ١١٦]

أي من المنفيين والمبعدين من الأرض.

الآية السابعة : ﴿ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها *رجوما* للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير﴾ [الملك: ٥]

جعلناها : الضمير يعود على المصابيح التي هي الشهب فهي تبعد الشياطين من الإقتراب إلى السماء ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصدا).

الآية الثامنة : سُمي الشيطان بالرجيم لأن الله أبعده  عن الجنة مذموماً مدحوراً وأخرجه منها فكان من الصاغرين

﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان *الرجيم*﴾ [النحل: ٩٨]

وهذا المعنى توضحه الآية الأخرى من سورة الحجر :

 ﴿قال فاخرج منها فإنك *رجيم*﴾ [الحجر: ٣٤] بمعنى إنك مبعد عن الجنة والسماوات لا تقترب منها ابدا ً.

أما الرمي بالحجارة وردت صراحة في سورة الفيل لقوله تعالى ﴿وأرسل عليهم طيرا أبابيل • *ترميهم بحجارة* من سجيل﴾ [الفيل: ٣-٤]

فائدة :

بعد أن هدانا الله لمفهوم الرجم الحقيقي في القرآن بمعنى الإبعاد، ينبغي علينا الآن أن نُكذب مزاعم الناسخ والمنسوخ حول الآية المزعومة في رجم الزاني والزانية حتى الموت، والتي زعموا بأنها حذفت نصاً وبقيت حكماً. 

وإليكم الآية المفتراة على الله (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكالاً من الله والله عليم حكيم).

فالرمي بالحجارة لا يعني الرجم كما فهمنا. 

عقاب الزاني والزانية هو الجلد مائة جلدة كما جاء في كتاب الله والزنا مفهوم خاص بعلاقة جنسية واحدة سنذكرها لاحقاً.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!