اليمن و كورونا.. تحليل مفصل!

Dr Ghulam Dhabaan
السبت ، ٠٢ مايو ٢٠٢٠ الساعة ٠١:٤٤ صباحاً
مشاركة |

ستتجه اليمن الى مناعه القطيع لاإراديا.. 

لنكن واقعيين وبدون مبالغات، من المستحيل استنساخ أي سيناريوا لأي دوله بخصوص التصدي لكورونا وتطبيقه على اليمن! للأسباب التأليه:

1 - اليمن دولة ذات ظروف مختلفه كليا (حروب، صراعات داخليه، سلطات ضعيفه، سلطات فاسده جدا، سلطات لا تأخذ بنصيحه الطبيب أو المختص في رسم خطة مناسبة للتصدي لكورونا.

2 - الوضع الاقتصادي أكثر من منهار! 95% من الشعب ان لم يكن اكثر يعتمدون على أعمالهم الشخصيه والعمل اليومي لكسب قوت يومهم! فكيف نريدهم ان يلزموا بيوتهم ويقفلوا أبوابهم لمده قد تصل الى1- 3 اشهر وربما اكثر! وهنا لايجب علينا المبالغة في المثاليه وعدم الجنوح الى الشطحات والمبالغات.

3 - ربما اصبحت لدينا شريحه واسعه من الشعب بكل فئاته يفهم ويعي خطوره كورونا ويلتزم بالتعليمات الموصى بها، لكنه أيضا لدينا ربما شريحه كبيره جدا أيضا لاتعي ولاتعطي للأمر أهميه

4 - لاننسى القطاع الصحي في اليمن الذي يعاني من انهيار وشلل اصاب معظم أجزائه ومع ذلك نُكن لهذا القطاع التقدير والعرفان لما يبذلونه من جهود كبيره في محاولات للتصدي للمرض حال ظهوره وانتشاره

5 - لا ننسى أيضا البيئة الصحيه للبلد بشكل عام، الظروف الاقتصادية والحروب والصراعات القبلية أوجدت شريحه كبيره تعاني من نقص حاد في التغذيه وتوفير الغذاء ناهيك عن الدواء وشرائح اخرى أجبرتها الحروب على الهروب من قراها ومدنها واللجوء الى مدن اخرى تحت وطأه ظروف اقتصاديه واجتماعيه قاسيه جدا

6 - ناتي الان الى نقطه هامه اخرى وهي التمثيل الرديئ والهزيل جدا لليمن في المحاور الدوليه، هذا الأمر جعل المجتمع الدولي يتجاهل دعم اليمن واليمنيين بشكل واضح جدا وهذا سبب اخر مؤثر فيما يخص التصدي لكورونا.

إذاً ومن خلال تلك المعطيات، وفي رأيي الشخصي! لا اعتقد ان الدعوات المطالبة للمجتمع بالانعزال والمكوث في البيوت ستجدي نفعا على الإطلاق. فقد تلزم تلك الاسره نظرا لرغبتها بذلك وتوفر مصدر الدخل لها ولكن ذلك لن ينطبق على أسر عديده اخرى. أضافه الى نقطه هامه اخرى وهي ان كثير من الأسر تتكون من عدد كبير من الأفراد يسكنون بيت واحد وربما صغير يصعب عليهم عزل شخص مريض داخل البيت في ضل ظروف الانعزال المنزلي الشامله!!! انه امر شبه مستحيل بل ضرب من الخيال!

اذا ماذا اعتقد!  في رأيي يجب التركيز الكبير على الالتزام بتطبيق تعليمات وأدوات منع انتشار العدوى. أهمها:

1- التباعد الجسدي ومن ثم الاجتماعي. مترين على الأقل وتنظيم وفرض ذلك من قبل السطات المحليه والمجتمعيه.

2- غسل اليدين بالماء والصابون جيدا، واستخدام المعقمات.

3- لبس الكمامه (تستطيع تصنيعها في البيت) والالتزام بارتدائها عند الخروج وعدم لمسها مطلقا الا بعد غسل اليدين جيدا تستطيع تغييرها او وضعها للغسل.

4- التعود على عدم لمس الوجه بتاتاً!! اقرأها مره اخرى! والتعود على ذلك ليصبح نموذج حياه يومي مع الوقت سيصبح الأمر طبيعيًا.

5- غسل وتعقيم المواد والأدوات المشتراه عند ادخالها الى البيت (ربما نحتاج لمنشور اخر مبسط يشرح ذلك).

6- نقطه اخرى هامه: ان شعرت بأي اعراض مرضيه الرجاء البقاء في بيتك وابتعد قدر المستطاع من أفراد اسرتك فيما لو لا قدر الله تكون مصابا. هناك منشور اخر يفصل ذلك.

7- يجب الحرص على ابقاء من هم فوق سن ال 50-55 خاصه من لديهم أمراض مزمنه اخرى بالبقاء في بيوتهم وعدم الاختلاط قدر الإمكان.

وهنا أعتقد بل وأجزم بأن وضع اليمن واليمنيين مختلف تماماً. وكل الدعوات التي تذهب باتجاه العزل المجتمعي التام هي مجرد شطحات وأحلام!

دمتم بالف خير  

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!