اللعب_مع_الكبار
مرحباً ولأنه خميس، معنا تغريدة لطيفة طريفة. أمس، وزارة المالية أطلقت تحذيراً لكبار المسؤولين في الدولة من عصابة تستهدفهم.
تعالوا أحكي لكم قصتها… قبل سنوات، وتحديداً بعد ٢٠١٥، ظهرت عصابة غريبة الأطوار في اليمن. هذه العصابة تقوم بالنصب على المسؤولين فقط:
عيال القيادات، عيال المسؤولين، لكن للأمانة، هي لا تقترب من المواطن العادي. تقوم فكرة هذه العصابة على انتحال صفة مسؤولين آخرين، وتملك قاعدة أرقام هواتف مميزة.
والأغرب من ذلك هو حجم قاعدة المعلومات المحدثة أسبوعياً لدى هذه العصابة. كيف تنشط هذه العصابة؟ مثلاً، واحد منتظر قرار تعيين من رئاسة الوزراء، يتواصلون به ويخبرونه أن قراره جاهز، وأن فوق القرار مبلغاً مالياً ضخماً جداً مصروف له، ويحددون له يوماً معيناً للصرف????.
طبعاً، يوم الصرف هم لا يتصلون، ويذهب الشخص هذا – طبيعي – وقلبه لا يخليه يتصل بهم، فيبادر هو: – "هاه، فين القرار والفلوس؟" فيجيبه المندوب: "رحت البنك، بس قالوا لازم ندفع الضريبة عشان يتم الصرف". طيب، والحل؟ – "الحل ترسل ٥٠٠ دولار، نُخارج بها المبلغ، ونرسل لك المبلغ". وطبعاً، من تخديرة القرار والمبلغ الكبير، الضحية يرسل… وهنا ينتهي الفيلم: لا قرار، ولا مبلغ????????.
سيناريوهات أخرى: مسؤول آخر يقدم طلب مساعدة مالية للرئاسة، أو لرئاسة الوزراء، أو لأي جهة حكومية… العصابة هذه تصلها المعلومة، وتتصل بالضحية، وهُوبا نفس القصة. حتى في الوفاة! مسؤول توفيت أمه، أو أبوه، أو أخوه… يتصلون به معزين، ويقولون له: "الفندم الفلاني حول لك مبلغ مالي مساعدة". والمستهدفون دائماً… جميع ضحايا هذه العصابة: مسؤولون، قيادات، أبناء مسؤولين وقيادات… إن لم يكونوا كلهم، فأغلبهم.
موقف شخصي: في إحدى المرات، أحد المسؤولين تواصل بي، ممن تعرضوا للنصب من قبل هذه العصابة، وحكى لي القصة، وأعطاني أرقامهم. ومن باب الفضول، تواصلت معهم عبر الواتس، وعرّفتهم بنفسي… وكان الرد غريباً عجيباً: "نعم، نحن عصابة. لكن عمرنا ما نصبنا على مواطن أو مسكين. نحن ننصب على المسؤولين فقط. خليك بعيد عن طريقنا."
خلاصة… طبعاً، هذا التبرير لا يبرر ولا يشرعن أفعالهم بالمطلق، لكن تظل هذه العصابة واحدة من أغرب العصابات في اليمن… عصابة لا تنصب على الفقراء، بل تخصصت في "الكبار فقط"!