كيف نتخارج من هذا كله؟

محمود ياسين
السبت ، ٠٤ ديسمبر ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٠١ صباحاً
مشاركة |

أصدقائي (الكتّاب والناشطين)

أعرف اضطرارات أغلبكم ، والبعض فقط هو من يفرغ للتو من جلسة تعليمات يتلقاها من ضابط ارتباط استخبارات سعودية أو إماراتية ويشرع بعدها في محاكمة نوايا من ينادون بالبحث عن مخرج لليمن واليمنيين وقد يمتلك الجسارة لوصفهم بالعملاء ، وبكل ثقة .

أغلبكم مضطر ويتسلم مستحقاته من الشرعية وهي نقود يمنية على كل حال سواء من مبيعات النفط او هي ديون محسوبة على اليمن ، هم يعتبرونها كذلك ،فلا تعيش الدور كأنك متورط بالضرورة مع استخبارات وحكومات أخرى وأن عليك الاحتفاظ براتبك معتقدا انه منهم ، هو من بلادك على أية حال ،رغم غواية فوارق أسعار الصرف وتنافس البعض على من يشتري شقة أو يؤمن نفسه ومستقبله أكثر ، أقول البعض فالغالبية كتاب وناشطين أحبوا بلادهم على الدوام ووقعنا جميعا ضحية التجريب والطموحات الشخصية وخذلان النخب السياسية ، وقبل هذا كله كنا جميعا ضحية ومجرم " سقوط الدولة " .

هذه ليست تعليمات ، نحن بصدد معضلة تتطلب جهدا نزيها وصلابة أخلاقية ومرونة سياسية ، فقط تجنبوا التواصل المباشر بأعداء بلادكم وتخففوا من الفوبيا ، فوبيا الاتهام بالاستسلام ومن تلك النغمة الريبية التي تقدح داخل أحدكم ارتيابا بشأن دوافع من يبحثون عن حل بعد سبع سنوات .

خذلكم التحالف وتلاعب بقضيتكم ولقد رحلتم أصلا على سبيل الهروب وإن كان هناك عدد كبير نقز نفسه بنفسه من الاعتقال ، هم اعتقلوا الكثيرين ولقد وقعت الأخطاء الفظيعة منذ البدء وخلال سبع سنوات ، فلينهمك كل منا في المونولوج الداخلي " كيف نتخارج من هذا كله " وعلى مبدأ وسالف القروي " اللي يصلح لي ولك ".

وإن كنت قد كتبت مرة أنني لا أستثني منكم أحدا واستخدمت مفردات بالغة القسوة ولم يرد عليا أحدا منكم ، ربما لكونكم تحملونني على نبل المقصد مضافا إليه الشغف بأسلوبي في الكتابة ، وهذا مؤشر يتعدى ماهو شخصي إلى ما هو عام والذي يمكن اختصاره في جدوى " التخفيف من الارتياب في النوايا " ، لقد تعبنا جميعا وتعب الناس وتعب التجار والفقراء والقبائل والمزارعين وحتى الحوثيون انصار الله تعبوا وسيتعبون آخر المطاف ، والسعودية تعبت هي الأخرى وعلقت في مستنقع الحرب ، لكن المهم نحن ومايمكننا فعله وقد حدث ما حدث ، لن يستعبدك أحد ومن المتعذر أن يحدث ولدينا أكثر من مليون خريج جامعي وخمسة ملايين متابع وناشط وفاهم كيف يحيا العالم وحتى المزارع البسيط يفهم أنه مامن إمامة بعد ولو ادخلوا الشعب كله دورات ،فهي افصاحات قد أحدثت العكس وكونت حالة ممانعة.

لا تشترط الاجتثاث من جانبك فهو عوضا عن افتقاره للإنسانية فهو يفتقر للمنطق ،كما أنه متعذر تماما ، يعرفون أنهم قد ركبوا مركبا صعبا ،ويجب أن تعرفوا انتم أيضا أنهم ليسوا فقط أولائك الذين يجتمعون كل مساء لتبادل التشفي ونخب الانتصار ، لديهم نصيبهم من هذه الفاجعة ونسوانهم ليبكين لاحفانهن.

لقد أخبرتهم كثيرا مهو موقفنا القاطع بشأن شكل الحكم وتلقيت بعض الضغوطات التي قد تجعلني أهدأ دون أن أتضرر ، وهي مكايلة ومحاولة تجي لهم من هنا ومن هنا لكن الواقع سيؤدب الجميع ويصل بنا آخر المطاف لإدراك حقيقة أن لا يمكن لأحد الاستئثار بحكم اليمن وحده ووفقا لطريقته في التفكير.

كان هدف ونبرة هذه المقالة منذ البدأ هو : كيف نتخارج وعلى أساس السماح لأنفسنا بالبحث عن حل ، متخففين من شخصية المخطئ الذي لا يملك إلا أن يخطئ.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!