هذه مساهمتي في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

حسين الوادعي
الخميس ، ١٤ اكتوبر ٢٠٢١ الساعة ٠١:٤٣ صباحاً
مشاركة |

* مقام النبوة في الإسلام تائه بين البشرية والإلهية.

في المسيحية، المسيح هو ابن الله. أما في الإسلام، فمحمد هو حبيب الله وخليله. وهذه العلاقة لا تتم إلا بين "شخصين" من نفس المرتبة الوجودية!

ورغم الصورة السائدة عن الإسلام كدين توحيدي إلا أن الرسول يشرك ويشارك الإله في خاصيتي التشريع والطاعة:  فالرسول يُشرٍع مثله مثل الإله عبر الأحاديث والسنة. وعند الإسلام المتأخر تعلو مكانة تشريع الرسول على تشريع الإله فتنسخ السنة القرآن، وينسخ كلام الرسول كلامَ الله.

وطاعة الإله الإسلامي مقرونة بطاعة نبيه مع أن الأصل هو طاعة الإله فقط (وما محمد إلا رسول). كما أن من يعادي الرسول يعادي الله وكأن لا فاصل بينهما.

ودائما ما يقترن اسم الله بسم الرسول في اغلب الآيات القرآنية، فالغنائم ملك لهما معا، وهما يقضيان معا بين الناس، ويحاربان معا، ويضعان الحدود معا، ويعدان ويتوعدان معا.

وتصبح الصورة ضبابية عندما تختلط مكانة الإله مع مكانة الرسول فيصلي الله (وملائكته) على رسوله، ويأتي الرسول يوم القيامة ليشفع لمن قضت إرادة الله دخولهم النار (الشفاعة).

وعند الصوفية نظرية "الحقيقة المحمدية" التي تقول إن الخلق كان هباء، وأن الذات المحمدية كانت أولى الموجودات، ومنه خرجت كل موجودات العالم/الكون. فمحمد ليس مخلوقا وانما خلقت الاشياء منه.

هناك توتر واضح في مقام النبوة الإسلامية بين (وما محمد إلا رسول) ، وبين (إن الله وملائكته يصلون على النبي).. 

إنه توتر يتبادل الإلهي والبشري الأماكن بينهما في مزيج عجائبي بحاجة إلى دراسات أعمق بمناسبة المولد النبوي الشريف، خاصة وأن المنتسبين لآل البيت وسعوا دائرة الألوهية لتشملهم: فالكون خلق من أجلهم، والقرآن نزل لهم، والدين بأكمله لا يكون إلا بمحبتهم وطاعتهم فتصبح شروط صحة الإسلام ثلاثية: طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة آل بيته الذين هم استمرار للنبوة والألوهة معا.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!