ست اطروحات عن الدين والعلمانية

حسين الوادعي
الخميس ، ٠٥ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠١:٥٧ صباحاً
مشاركة |

1- لا يوجد تناقض بين الدين والعلمانية. بل إن العلمانية لا يمكن ان توجد إلا اذا كان الدين موجودا وفاعلا ومؤثرا. واذا افترضنا أن الدين انتهى او انقرض فان الحاجة للعلمانية تنتفي تلقائيا. 

2- العلمانية ثورة روحية وليس صحيحا انها تهمش الروح لصالح المادة. فباتاحتها المجال لكل الأديان والمذااهب ان تتعايش على قدم المساواة، وبتاكيدها على حرية الفرد في التدين كما يشاء تفتح المجال لحياة دينية وروحية غنية وحقيقية. 

أما الأنظمة الدينية فتحول الدين إلى مجموعة من الطقوس والأوامر الحصرية التي تدمر الروح وتجعل الدين خوفا اكثر منه التزاما.

3- العلمانية لا تهمش الدين ولكنها تحرر الدين من سيطرة السياسة ومن سيطرة السياسيين، وتحرر المؤمنين من سيطرة الكهنة والفقهاء. وما  تفعله العلمانية انها تحول الدين من سلاح في يد الأقوى الى زاد روحي يمتلكه كل شخص ولا يستخدمه الى لاثراء حياته الروحية الذاتية.

4- الأديان لم تُضطهد الا في الانظمة الدينية (أو الأنظمة الملحدة). اما الانظمة العلمانية فلا تضطهد الاديان وانما تنظم "المجال الديني العام" وتقننه في حين تترك "المجال الديني الخاص" حرا ومفتوحا بلا اي قيود. ولا يبدا القانون بالتدخل في المجال الديني الا عندما يبدا بالزحف من "المجال الخاص" الى "المجال العام" ويؤثر على الحريات الدينية والمدنية للاخرين.

5- الأنظمة الدينية تتحيز لدين معين او لمذهب معين داخل هذا الدين ، وبالتالي لا يمكن ضمان الحرية الدينية في اي نظام ديني (وهذا ما هو واضح امامنا في كل الدول التي لا زالت ترفض العلمانية) اما العلمانية فلا تتحيز لا ي دين لان العلمانية هي "الحيادية الدينية" والتعامل العادل مع كل الاديان والمذاهب.

بل ان بعض الانظمة العلمانية تقدم دعما ماديا للجمعيات والمنظمات الدينية وتسهل لها التعبير الحر عن قناعاتها الدينية بما لا يتعارض مع قوانين الدولة وحريات الاخرين. 

6- جميع الدول التي تحتل المراتب الأولى في التنمية والعلم والاقتصاد والتحضر في الوقت الحالي دول علمانية، بينما تتركز اغلب الصراعات المذهبية والطائفية في حزام الدول التي لا زالت ترفضها.

اغسطس 2018

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!