الوداع يا شرعب

عبدالسلام القيسي
الأحد ، ٠١ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ١١:٤٣ مساءً
مشاركة |

ما يحدث في شرعب فظيع ومريع ومفجع ومهلك ومهيكل وقاتل ومميت ومفتت لكل البلاد الممتدة من شرقي البلاد الى الغربي.

المرة الوحيدة التي تذكرتم فيها شرعب وأن ثمة بلاد تعاني كانت لأجل نكتة سامجة قالها رجل سامج لا يمثل لشرعب أي ثقل أو وزن وهو حالة غير شرعبية وجد نفسه من ناقص في البلاد المكتملة الى مكتمل بشريعة غاب صعدة ولا يمكن أن تكون مقولته تلك تعبيراً لحالة شرعب التي تموت دون أن ينتبه أحد لمعنى سكرات بلاد، وللبلدان سكرات كالانسان.

مقيل واحد مع شرعبي أحالني الى جحيم، أسقط رفيقي الحالة الشرعبية أمامي، تجنيد الاطفال والقتلى الذين لا عد لهم والضحايا من قتلتهم الجماعة وهم بالأصل معهم وعذابات الأمهات وهن يعجزن عن الرد بوجه أولادهن خوفاً من الموت،بيد الابناء، والعائلات القتيلة بجبهات الكهنوت، والتعليم المندثر، والمشرف الصعداوي الذي يشتري كل أراضي البلاد في سوق الربوع، بيوت ودكاكين، وهروب الاباء بأولادهم الى المدينة خوفا من التعليم الذي يسلب فكر الأطفال وخوفا من اخذ الأطفال الى الجبهة؛ فيضطر الأب الى ترك بلاده الى المدينة وهذه أفزعتني فالبقاء تفريط ومغادرة بلادك وتركها للكهنوتيين الغازة تفريط،مشكلة.

طالِب سبَّ عبدالملك أمام زميله فقاده زميله الطفل الى قسم الشرطة، زميل وجار، جيرانك يحصون خطواتك ويبلغون النقاط، الأباء بخوف عارم من أولادهم، الصغار كلما طلبن منهم أمهاتهم القيام بعمل ما يهددوهن بالذهاب الى الجبهة، الكتب المدرسية مفخخة بالموت، في كل أسبوع يوم تربوي لتدريس الصغار في المدارس شريعة الكهف الأسود وفي كل بيت ضحية، وأكثر من ضحية، منهم فقد اثنان، ومنهم ثلاثة، بعضهم أربعة،خمسة!

مئات الدكاترة في شرعب، ومدراء مشافي الريف من عمران صعدة، ابو طه الطالبي في شرعب هو الشيخ وهو السيد وهو الدكتور وهو التاجر وهو الآمر الناهي،ذل مريع،الأسر الكبيرة والتي لم تتكهنت مقفلة أبوابها على عقيدتها الجمهورية وتخاف الشعور الوطني والنشيد الوطني لم يعد في بال صغار وكبار الناس بل الصرخة، والأدهى مركز للزينبيات.

في بني شعب، يبنى هناك مركزاً للزينبيات، يدرسن ويعلمن وهن امهات وبنات وزوجات الضحايا مع الكهنوت كل نساء البلاد، يملكن الأطقم العسكرية،يصلن الى سوق الربوع في وسط البلاد، ومشرفات كهنوتيات،يخشى أن يقول لهن أحد أي كلمة؛ زينبية تستبد بشنبات البلاد، بقوم وأقوام، وأشياء لا تخطر على بال ومهانة منقطعة النظير، ماذا يحدث بشرعب؟

اشياء كثيرة، أكثر من الكلام، ومن اللغة، وأبكى من كل شيء، هذا في شرعب السلام ولو تعمقنا في الرونة لوجدنا ما هو أكثر،ثمة هوية جديدة منافية للمجتمع الشرعبي تحل بالدم بديلاً للناس وللبلاد ونحن بماذا ننشغل ونتصارع؟ تعز أين هي ولو اعلاميا؟ تعز في معارك مختلفة بالساحل الغربي ومع الجنوب.

نحن نفقد شرعب، نفقد جيل شرعب، لا دور للاعلام في توضيح وشرح وتفسير وتفكيك معاناة شرعب،هي وحيدة، تموت وتهان وهي وحيدة ولو من صاح يقول : ثمة شيء هناك في شمال تعز بمديريات كثيرة، ثمة طغيان لا مثيل له وثمة ظلم وثمة كهنوتي يدمي البلاد ويعيد جغرافية البلاد وتركيبة البلاد ببندقيته واهانته للناس الى مربع سقط من قبل وأشد منه، دققوا النظر وشاهدوا شرعب لمرة أخيرة.

إلقوا التحية على شرعب فهي تموت، تغادر فحواها الحقيقي وقولوا: عظم الله اجر تعز.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!