“المومري” صورة مكثفة لحالة الانهيار القيمي والمجتمعي في زمن الحرب اليمني.

عندما بدأت الظاهرة “المومرية” حذرت اخواننا واخواتنا التقدميين الشعبويين من تأييدهم لمثل هذه الظواهر على اعتبار ان كل ما هو من “الشعب” مقبول، وان حقيقة الشعب يمثلها افضل تمثيل الشخصيات الرثة والشوقية والرديئة شكلا ومضمونا!

نفس التقدميون والتقدميات الشعبويون كانوا قد روجوا سابقا “للمقاومة بالقات” وتكريس صورة اليمن كشخص مخدر لا يفيق من اثر مخدر القات حتى يعود له.

ليس المومري غبيا. هو شخص ذكي ويكسب الملايين من فيديوهاته. وإصراره على الظهور بالمظهر الرث وغير النظيف وان يتحدث بلغة متشنجة مغرقة في السوقية ليس اختيارا عشوائيا...

هو يلعب في منطقة وسطى بين المجنون الحكيم وبلطجي الحارة البذيء.. وهو يقدم خطاب شعبي معادي لكل ما هو جديد ومتحضر ونظيف ومنظم ومعاد بشكل خاص للمرأة.

إنه الصورة المكثفة للانهيار العميق في مجتمع الحرب وهو يستثمر في هذا الانهيار بذكاء.