يقول المؤرخ البريطاني هوبل:
"اذا أردت أن تلغي شعباً، تبدأ أولا بشل ذاكرته ..ثم تلغي كتبه و ثقافاته و تاريخه ... ثم يكتب له طرف آخر كتباً أخرى و يعطيه ثقافة أخرى و يخترع له تاريخاً آخر…
عندها ينسى هذا الشعب من كان و ماذا كان و العالم ينساه أيضاً.
هذه القاعدة يطبقها البشر طوال تاريخهم ...في العصر الحديث شفناها تطبق مرتين... مرة على شعوب القارات الجديدة الاصليين ومرة على مسلمين الاندلس.
وهذه القاعدة هي ماطبقت لاسباب سياسية وسلطوية حرفيا علينا نحنا اليمنيين ابتداءا من عهد الدولة العباسية لحد اليوم.
اقرأ دائما في كتابات المثقفين اليمنيين انحنا شعب من النكرات رمم زبالة وماعنديش اي مانع في هذا الكلام واحيانا اكتب مايشبهه من باب العلاج بالصدمة عشان يفوق النائميين ..لكن البعض يكتبها وهو مصدقها ومؤخرا قرات لصديق مش عارف منهو بالضبط منشور يقول فيه ان رفضه لما يطرحه الاقيال كان نتيجة لان طرحهم لايستند على تجربة او ارث ثقافي او حضاري.
قلت في نفسي هذا شكله مش عارف معنى حضارة او ثقافة وانطلت عليه مقولة جوبلز التي طبقها العباسيين علينا ..اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصبح الاكاذيب حقيقة.
وكتبت يومها منشور قلت فيه الحقيقة ..اننا مش نكرات نحنا الاصل، مش اصل العرب وبس نحنا اصل البشرية واصل الحضارة .. او في اسوأ الاحوال اصل مهم من اصول الحضارة البشرية وكلامي مش زي مايعتقده البعض تاثر ببعض المجموعات من المتعصبين بدون علم ... كلامي يستند على علم وحقائق.
نبدا في هذا المنشور بالنقطة الاولى اللي ذكرتها وهي ان اليمنيين كبشر هم أصل العرب واصل البشرية ونخلي اصل الحضارة لمنشورات اخرى:
هناك في علم التاريخ التطوري نظرية لبداية التاريخ اسمها نظرية الخروج من افريقيا.
ورغم انها اقرب لاساطير الخيال العلمي انما خلينا ناخذ الجزء الاخير والمهم منها.
تقول النظرية: ان سلف الانسان الاول كان نوع من القرود الهمجية المنقرضة عاشت في افريقيا .. وبسبب طفرة حصلت لهذي القرود خلفت نوعين من الكائنات ... النوع الاول هم القرود الموجودين حاليا والنوع الثاني هم شكلا يشبهون القرود لكنهم قادرين على الكلام ..وهم البشر.
وبعد هذه الطفرة حصلت في افريقيا زلازل وبراكين هائلة نتج بسببها حائط صخري ضخم فصل بين النوعين ..البشر المتكلمين في الشرق و القرود في الغرب والوسط .....
البشر اتكلموا ومادام اتكلموا يعني اتعلموا، واخذ الانسان لملايين السنين يراكم العلم بشكل بطيء جدا من جيل الى جيل الى جيل وكلما ازداد علمه تطور اسلوب حياته وتطور شكله ليصبح الانسان بشكله الحديث.
قبل حوالي 100-250 الف سنة نفذ الغذاء فقرر الانسان الاول ان يخرج من افريقيا ... ومن المنفذ الوحيد المتاح عبر صحر سيناء خرج الى جزيرة العرب واستقر هناك في الهلال الخصيب حيث بدات الحضارة البشرية ومن هناك حدثت هجرات بشرية الى اوروبا ثم الى كل بقعة في العالم.
كانت للـديان ولكثير من الفلاسفة اهمهم ارنست هيجل نظرية اخرى تقول ان اصل الانسان في ااسيا لكن الداروينيين خلال القرن الماضي فرضوا نظريتهم على العلم فرضا وان اصل الانسان في افريقيا في محاولة منهم لجعل اريحا هي مهد العالم والانسان الاوروبي هو ارقى الاجناس.
ماعنديش مشكلة مع نظرية الخروج من افريقيا لكن حدسي دائما كان يقلي ان الموطن الاول للبشر هو اليمن مش سيناء ولا الهلال الخصيب.
وسبب حدسي هو ان غالبية العظام اللي عثروا عليها من بقايا البشر الافريقيين كانت في اثيوبيا و مناطق افريقية قريبة جدا من اليمن وبين ساحلنا وساحلهم30كيلو..
وكمان كانت شبه الجزيرة العربية هي المكان الوحيد الصالح للاستقرار والعيش واسهل مكان للحصول على الغذاء .. اما منطقة الهلال الخصيب فكانت في العصر الجليدي متجمدة تماما لحد ماقبل 15 الف سنة.
و فعلا مع تطور العلوم عدلت النظرية لتلائم ماستجد من معرفة وقالوا يبدو ان هناك مكانيين للهجرة الاول من سيناء والثاني من مضيق باب المندب.
وفي العشرين سنة الاخيرة بعد ابحاث وتحاليل وراثية عدلوا النظرية مرة اخرى لانهم اكتشفوا ان كل البشر الموجودين في العالم اليوم خارج افريقيا هم من من سلالة واحدة –هابلوغروب L3 وقالوا ان كل من خرجوا من سيناء من اشباه البشر كالناندريتال انقرضوا جميعا بسبب الظروف المناخية الصعبة ولم يتبق من البشر الا احفاد 1000 انسان خرجوا من افريقيا عبر باب المندب واستقروا في اليمن لتصبح اليمن مهد البشرية.
صحيح ان هذه النظريات العلمية عن تاريخ البشر مجرد تخمينات قابلة للتعديل انما لحد الان لما تقول اليمن اصل العرب ومهد البشر قولها بثقة لان العلم لحد اللحظة يؤكد ان السبعة مليار انسان حول العالم الخيبة والمليح المتحضر والمتاخر هم جميعا مغتربين يمنيين هاجروا من اليمن خلال فترات زمنية متباعدة واستقروا في بلدان الهجرة....
فارفع راسك وقل نحنا اليمنيين اصل العرب ومهد البشرية فمن انتم؟؟؟
