دراسة العصر العباسي الأول ضرورة للمسلم ليفهم كيف اكتمل الإسلام كدين.
لم يكتمل الإسلام في عصر محمد ولا الخلفاء ولا العصر الأموي. عصر محمد كان الإسلام استمرار للتقليد التوحيدي (اليهودي، المسيحي، الصابئي) ولم يقل محمد أبدا أنه جاء بدين جديد، حتى أنه لم يأمر بجمع القرآن ورفض رفضا تاما تدوين أقواله (السنة).
أما في العصر الراشدي والاموي فقد طغى على الإسلام الطابع الدنيوي والاهتمام بتأسيس الامبراطورية القرشية العربية.
فقط في العصر العباسي الأول بدأ تأسيس الإسلام كدين وشريعة وعقيدة ثابته.
فبه تم تأسيس المذاهب الفقهيه السبعة، وفيه صيغت العقيدة الاسلامية في صيغتيها السنية والشيعية، وفيه كرست فكرة ان السياسة والحكم شأن ديني وأن الحاكم نائب الله في الارض، وفيه فرضت العقيدة الرسمية وتم وضع الاسس الفقهية لاضطهاد الاقليات الإسلامية وغير الإسلامية وتقييد حرياتها. وفيه تم تكريسه دينا متشيعا لآل البيت ومقدسا لهم. وفيه وضع علم الكلام والفلسفة الإسلامية، وقواعد اللغة والنحو والشعر والادب لخدمة الدين الذي يتشكل ولاستكمال قواعده وتفاصيله.
عندما نتحدث عن الإسلام كما نعرفه ونمارسه اليوم، نتحدث عن اسلام العصر العباسي الأول والصراعات السياسية والاجتماعية والعقدية والعسكرية الداخلية والخارجية التي شكلته ليكون هذا البناء المعقد الذي نعرفه اليوم ونعتبره خاتم الأديان.
