نبدأ بقصة قراتها من كتاب كيمياء: فقبل خمسمائة سنة كان الاوربيين متاخرين في كل شيء وكنا متقدمين عليهم تقدم هائل فكانوا يستوردوا مننا كل شيء.
مع بداية النهضة العلمية في اوروبا وترجمة كتب المسلمين محاولة ل تقليدهم والنهوض...
في عام 1461 ميلادية ارسل العالم الايطالي جيوفاني دا كاسترو رسالة بالغة السرية من منطقة ابحاثه في منطقة بولفا الايطالية بالقرب من روما لتسلم الرسالة بشكل عاجل ليد البابا بيوس الثاني وجاء في الرسالة:
نيافة البابا: لقد حققت لكم اليوم النصر على المسلمين الذين ينتزعون في كل عام من المسيحيين أكثر من ثلاثمائة ألف قطعة نقدية مقابل (شبة الألومنيوم )التي نصبغ بها الصوف والتي لا تتواجد في البلدان اللاتينية باستثناء كميات قليلة جدًا. لكنني وجدت سبعة جبال غنية بهذا المعدن بكمية تكفي سبعة عوالم، وإذا أصدرت أوامرك للعمال ببدء العمل على استخراجه وبناء الأفران وصهر المادة الخام فإنك ستزود أوروبا بأكملها بشبة الألومنيوم مما سيسبب الخسارة للمسلمين في جميع أعمالهم وسيجعلهم هذا يلجؤون إليك.
كان السر الحربي والخطير الذي يتكلم عنه هذا العالم هو احد انواع شب الفؤاد اللي كان احد مصادره جبال اليمن.
وبالفعل بدأ البابا على وجه السرعة بانتاج الشب وبعد عام كانت اوروبا قد اصدرت قوانين تحظر استيراد الشب من الخلافة العثمانية وبواسطة الثلاثمائة الف قطعة نقدية اللي وفروها كل سنة جهزوا جيش قوي لهزيمة الخلافة العثمانية وبدأت الحرب.
عكف بعدها العلماء الاوربيين مئات السنوات لدراسة الشب وتحليله لحد ماستطاع الفيزيائي الدنماركي هانز كريستيان أورستد وا الالماني ارستد في العام 1820 بانتاج فتافيت بسيطة من معدن جديد ابيض لامع خفيف الوزن اسموه «alumine» وهي تسمية لاتينية كلاسيكية تشير إلى «alum» (وهي تعني بالعربية ملح الشب).
وتوقعوا لهذا الانجاز العلمي الجديد ان يغير وجه العالم فبعد عصر الحجر ثم البرونز والحديد والنحاس بدأ عصر الالمونيوم.
وبدعم كامل من نابليون اسس هنري إتيان سانت كلير ديفيل أول مصنع للألومنيوم. كان هدف نابليون الحصول على معدن خفيف وقوي لصناعة الدروع لجيشه ... وبالفعل تمكن هذا المصنع من انتاج بضعة سبائك من الالمونيوم.
كان الالمونيوم وقتها يباع بالجرام والوقية ... وكانت الوقية من الالمونيوم تباع ب مايقارب 600 دولار اي اغلى بكثير من سعر الذهب.. عشان كذه صنعت منه مجوهرات زوجات الملوك و استخدمه نابليون الثالث لانتاج ملاعق وسكاكين وشوك لياكل بها الملوك فقط ... واعطيت ادوات المائدة السابقة والمصنوعة من الذهب لياكل بها النبلاء الاقل شانا من الملوك.
في العام 1884م وبسبب شدة الاحتفاء بهذا المعدن النفيس زين الحجر اعلى مسلة النصب التذكاري في واشنطن ب 6,3 رطل) من الألومنيوم بدلا من الذهب.. وكان في ذلك الوقت أكبر قطعة من الألومنيوم على الإطلاق. ومثله وضعت بضعة ارطال من الالمونيوم في راس تمثال الحرية المنصوب في نيوورك ومازال المعدن يزينهما الى اليوم.
طبعا اي طالب كيمياء اليوم يعرف ان عنصر الالمونيوم فلز من فلزات الجدول الدوري وهو ثالث عنصر متوفر في الارض بعد عنصر الاكسجين وعنصر السليكون (الرمل ) .. يعني مش نفيس ولا حاجة ..وكانت المشكلة هي فصله عن بقية العناصر المتحدة معه.
ومع اختراع الدينامو واكتشاف الكهرباء سهلت عملية فصل الالمونيوم وفي نهاية الحرب العالمية الثانية وصل الكيلو الالمونيوم ل14 دولار واليوم وصل لدولار وستين سنت وينتج العالم اليوم اكثر من مئة مليون طن سنويا ومثله من اعادة تدوير خردة الالمونيوم.
المهم في القصة ان اخونا هنري اتيان صاحب اول مصنع المونيوم اصبح اثرى اثرياء العالم خلال سنوات قليلة من بيع الالمونيوم بالجرام.
اليوم وانت تشوف قصبة الحمام تذكر ان هذي القصبة يوما من الايام لو كانت معك كانت بتشتري لك جزيرة كبيرة والوقت والعلم هو اللي خلاك تدعس قصع العصير الفارغة المصنوعة من الالمونيوم بدون اهتمام.
........
قصة من واقعنا اليوم
ايش اغلى المعادن اليوم؟؟؟ مش الذهب ولا الفضة الموجودين في وسط الجدول الدوري... انزل شوية لاخر الجدول الدوري هناك تلاقي عناصر الجرام منها يساوي ثروة ماليةزي اليورانيوم مثلا... وفي آخر الجدول تقع السبعة عشر عنصر النادرة اللي تعطي للصين قوة تستطيع بواسطتها مساومة العالم الاقوى عسكريا منها.
هذه العناصر الأرضية النادرة السبعة عشر تلعب دوري اساسي في اغلب الصناعات الحديثة كالإلكترونيات الاستهلاكية واجهزة الكمبيوتر والذكاء الصناعي وأجهزة الايباد والاي فون التابع لشركة آبل والتكنولوجيات الخضراء مثل توربينات الرياح الكهربية العامة، وسيارات تسلا الكهربائية، والأدوات الطبية مثل ماسحات فيليبس الضوئية للرعاية الصحية، وبعض المعدات العسكرية مثل الطائرات المقاتلة F-35.
لذلك تضع حكومة الولايات المتحدة هذه العناصر في قائمة العناصر الشديدة الأهمية للأمن الاقتصادي والقومي لها
والمهم هنا ان نذكر ان هذه العناصر مش نادرة لانها مش موجودة بالعكس هي موجودة بكميات تجعل منها رخيصة لكن المشكلة ان تعدين هذه العناصر المشعة خطر على البيئة وعلى البشر ولان الصين ماتهتمش بهذي الامور فانشات المناجم ومعامل الفصل وهيمنت على العالم.
حاول اوباما فرض جمارك باهضة على الصادرات الصينية البالغة 300 مليار دولار لمعادلة الميزان التجاري مع الصين فراح الرئيس الصيني لزيارة مناجم تعدين العناصر النادرة في رسالة تهديد لامريكا فتراجعت امريكا.
وفي عهد إدارة ترامب سمعتم عن محاولة ترامب فرض عقوبات على شركة اجهزة هوواي الصينية وللمرة الثانية راح الرئيس الصيني يتصور في المناجم وكأنه يقول لترامب بامكاننا نحن ايقاف انتاج الايفون من هنا فتراجع ترامب بعدها انسحب ترامب من اتفاقية البيئة واستورد من الصين مخزون من العنصر النادرة وهي الشيء الوحيد الذي يدخل امريكا بدون جمارك او ضرائب وفتح منجم كبير في كالفورنيا لتعدين هذه العناصر ثم ارسالها لمعامل في افريقيا لاستخلاص العناصر النادرة النقية منها.
ومثله عملت استراليا ومقرر ان يبدا الانتاج في عام 2022 وتتحول بعده هذه العناصر النادرة لعناصر عادية وتفقد قيمتها المادية والسياسية وتلحق بالالمونيوم ..... المسالة مسالة وقت.
.........
في مسالة العملات الرقمية فواضح للاعمى ان العملات الرقمية ستكون في المستقبل القريب اداة التعامل المالية الجديدة ونحنا الان في البدايات ومازال العالم يجرب وستستقر الامور على اختيار عشرات العملات الرقمية وربما تذهب بقية السبعة الف عملة للمزبلة ولا يصبح لها اي قيمة...
في البدايات فقط يمكن تحقيق الارباح ... ممكن تكون من المجازفين مثل صاحب اول مصنع للالمنيوم وتجرب بمئة دولار فقط تشتري بها عملات رخيصة وتسيبها سنة او سنتين.
وزي ما اقول دائما احتمال المائة الدولار تضيع انما لو ربحت باتربح الف ضعف.... لاتشتريش الان، استغل فرصة انهيار اسواق العملات الرقمية عشان تقرا وتفهم كيف تشتري وكيف تبيع وكيف تختار افضل العملات واول مايبدا السوق بالارتفاع تكون جاهز وتشتري.
بصراحة انا بهذا المجال مافهمش حاجة واختار بالحدس ... كل العملات اللي اخترتهن لحد الان رغم انهيار العملات رابحات ماعدا ااخر عملتين.
البي تورنت وعملة اسمها الشيبا ضيعين الضمار انما خليهن بيرجعين فالشباب اللي بيتعاملوا بالعملات الرقمية من سابق انصحكم تحولوا خمسين دولار تشتروا بها الشيبا هذي انا مش داري ليش قلبي شفقها وحاسس ان الخمسين بترجع خمسين الف.
ولا تخافوا من الانهيار فهذه العاب سوق الصيارفة فالعملات الرقمية اليوم مثل الريال اليمني يرجع للوراء شوية منشان يقدر يقفز قفزة كبيرة.
