ثلاثة مفاهيم.. ثلاثة ألغام.. تساهم الحروب في شدة انتشارها ووبائيتها

حسين الوادعي
الثلاثاء ، ١٥ يونيو ٢٠٢١ الساعة ٠٢:١٤ صباحاً
مشاركة |

ثلاثة مفاهيم لا بد من نشر الوعي بها ليفهم مجتمعنا بعض أزماته وعقده وينزع فتيل بعض الألغام الاجتماعية والنفسية والثقافية:

- البيدوفيليا Pedophilia: أو ”اشتهاء الأطفال” وهو انحراف جنسي ينجذب فيه البالغ نحو حب الطفلات وممارسة الجنس معهن. ومن هذا الانحراف جاءت ظاهرة زواج الصغيرات، و ”بنت ثمان وعلي الضمان”، والرغبة في المراهقات، وادعاء ان ملابس الصغيرات قد تثير الفتنة، وتفضيل ”لحم الصغار” على المرأة الناضجة.

- النيكروفيليا Necrophilia : عشق الجثث و”حب الموت” وعشق الشهادة واحتقار الحياة الدنيا وتقديس الموت.

وهي ثقافة مدمرة محمية بالمرويات المريضة  مثل ”من أحب الحياة مات ذليلا.” و ”جئتم باناس يحبون الموت كحبكم الحياة”. الانحراف النيكروفيلي يتم اشعاله بالجنس ”الحور العين” أو الوطنية ”الموت من اجل الوطن” مع أن الحياة من أجل الوطن أولى من الموت من أجله!

- المسوجينية Misogyny: أو ”كراهية النساء” وهو مفهوم خطير لم يأخذ حقه من الوعي بعد. تتجلى كراهية النساء في تحقير المرأة وانتقاصها واعتبارها أدنى من الرجل. وتتجلى في تبرير التحرش والعنف ضد المرأة والنظر للمراة كموضوع جنسي (فتنة، اغراء، حبائل الشيطان،  كيدهن عظيم).

كراهية النساء ليست انحرافا نفسيا كالبيدوفيليا والنيكروفيليا ولكنها ثقافة اجتماعية متوارثة. لكنها قد تتحول إلى اضطراب نفسي وهوس بمطاردة المرأة والتحذير من خطرها (الخطاب الدعوي). 

وللأسف الشديد، كثير جدا من تصرفاتنا وأفكارنا نحو النساء نابعة من ثقافة كراهية النساء لكننا نظنها تصرفات طبيعية.

ثلاثة مفاهيم... ثلاثة ألغام... تساهم الحروب في شدة انتشارها ووبائيتها.

فلنعيها... ونتطهر منها.... رجالا ونساء...فالمرأة أيضا قد تنحرف لتشجيع ثقافة الموت، والمرأة المولودة في مجتمع محافظ تتشرب ثقافة البيدوفيليا وكراهية المرأة وتدافع عنها حتى على حساب تحقير ذاتها.

يونيو 2019

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!