مرة أخرى، نسمع النداء المكرر من مؤسسة الكهرباء عن انقطاع الخدمة في هذا المساء. هذه النداءات التي أصبحت كـ"موال مقرف" يتكرر كل يوم، بينما الشعب يعاني من انعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة. الوضع لم يعد يحتمل المزيد من الوعود الكاذبة والحلول التخديرية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
منذ متى أصبح توفير الكهرباء، وهو أبسط حق للمواطن، أمرًا مستحيلًا؟ كيف يمكن لهذه السلطات التي تدعي الشرعية ويُعترف بها دوليًا أن تعجز عن حل أزمة كهرباء بسيطة؟ هل العالم الذي يدعمكم غير قادر على مساعدتكم في توفير هذه الخدمة الأساسية؟ أم أنكم ببساطة لا تقولون الحقيقة وتُزيفون الوقائع؟
عندما يزور المسؤولون الدوليون عدن، يدخلون القصر ويتصورون أن الحياة في المدينة أصبحت "بخير"، بينما الواقع يقول إن الشعب يعيش في ظلام دامس، حرفيًا ومجازيًا. هل يعقل أن ما يتوفر لكم في القصور لا يتوفر للشعب؟ أم أنكم ببساطة تختارون عدم قول الحقيقة وتفضلون إطلاق الخطابات الرنانة التي لا تعكس الواقع المرير؟
قبل يومين، سمعنا عن "حلول إسعافية" تم توفيرها، واليوم نسمع نفس النداء القديم عن انقطاع الكهرباء. هذا التناقض يثبت أن هذه الوعود ليست سوى محاليل تخديرية لتسكين غضب الشعب، بينما الواقع يبقى كما هو: فشل ذريع في توفير أبسط الخدمات.
إلى مجلس القيادة الرئاسي، الحكومة، والمجلس الانتقالي: أنتم شركاء في هذه السلطة، وكل من يتواجد في عدن ويشارك في إدارتها هو المسؤول الأول عن هذا الفشل. الشعب لم يعد يتحمل المزيد من الوعود الكاذبة. إذا كنتم حقًا تريدون مصلحته، فليكن أول اختبار لكم هو توفير الكهرباء، وهي أبسط الحقوق. إذا كنتم عاجزين عن توفيرها، فكيف تتحدثون عن الإصلاح والتنمية؟