كشف تقرير صادر عن "براند فيجين" (Brand Vision)، المتخصصة في رصد العلامات التجارية، أن اليمن احتل المرتبة الثانية ضمن قائمة أسوأ ثمانية اقتصادات في العالم لعام 2025. وجاءت سورية في المرتبة الأولى، تليها السودان ثم اليمن، في مؤشر صادم يعكس حجم الكارثة الاقتصادية التي يعيشها اليمن بعد سنوات من الحرب والصراع.
انهيار الاقتصاد اليمني أرقام صادمة !
وفقاً لتقرير برنامج الغذاء العالمي، أدت الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي إلى تدمير شبه كامل لجميع القطاعات الاقتصادية في اليمن، مما تسبب في حالات ركود متكررة وانخفاض حاد في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 50%. هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة أدت إلى كارثة إنسانية هائلة، حيث أصبح الملايين من اليمنيين على شفا المجاعة، بينما يعيش أكثر من نصف السكان في فقر مدقع.
وأشار التقرير إلى أن الهجمات الحوثية على منشآت النفط في أكتوبر 2022 كانت بمثابة الضربة القاضية للاقتصاد اليمني، حيث أدت إلى توقف تصدير النفط والغاز، مما تسبب في خسائر تجاوزت ستة مليارات دولار أمريكي. كما انخفضت قيمة الريال اليمني بنسبة 26% على أساس سنوي، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وانهيار القدرة الشرائية.
انهيار العملة أزمة تتفاقم بلا حلول :
في ظل هذا الانهيار الاقتصادي، أعلن البنك المركزي في عدن عن سلسلة من المزادات لإنقاذ العملة، لكنها لم تكن سوى محاولات فاشلة لسد الفجوة الهائلة في الاقتصاد. وفي الوقت نفسه، انتشرت محلات الصرافة في الشوارع اليمنية تحت سيطرة الحكومة بشكل لافت، وكأنها محلات لبيع الفواكه والخضروات، في مؤشر واضح على فقدان الثقة بالعملة المحلية وانهيار النظام المالي.
القيادة والحكومة لم نسمع صوتكم !
في مواجهة هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة، تبرز علامات استفهام كبيرة حول دور الحكومة ومجلس القيادة في إيجاد حلول حقيقية لإنقاذ الاقتصاد اليمني. فبعد سنوات من الفشل والفساد، أصبح المواطن يتساءل بشكل طبيعي أين الحلول التي توقف هذا الانهيار المتسارع؟ التقارير الدولية، بما في ذلك تقرير "براند فيجين"، تؤكد أن اليمن يعيش أسوأ أيامه الاقتصادية، حيث أصبح الفقر ضيفاً ثقيلاً في كل بيت، والجوع يهدد ملايين الأسر. ومع ذلك، لا تزال الحكومة عاجزة عن تقديم حلول جذرية، بينما يستمر الفساد في استنزاف ما تبقى من موارد البلاد.
ماذا بعد؟
اليمن لم تعد على حافة الهاوية، بل وصلت إلى الهاوية بالفعل. الفساد أصبح في كل مكان، والأزمة وصلت إلى ذروتها، والمجاعة لم تعد تهدد بل حدثت بالفعل. الناس تضوروا جوعاً، وفتك بهم المرض والوجع، ولا أحد يسمع صوتهم. كل من يصل إلى كرسي المسؤولية يصبح أعمى، لا يشعر بمعاناة المواطن، ولا يرى إلا مصالحه الشخصية. الوعود التي تُطلق هنا وهناك أصبحت كوعود "عرقوب"، تتبخر مع مرور الوقت، ولا يبقى منها سوى خيبة أمل جديدة تضاف إلى سلسلة الخيبات التي يعيشها الشعب اليمني.