لقد كنا افرادا واليوم دولة

سام الغباري
الأحد ، ٠٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٢ مساءً
مشاركة |

‏يمضي الركب بنا، في دوران بطيء، غير أنه يمضي، ويُعاد خلق مؤسسات الدولة بالقدر الذي لا يلائم حاجيات الناس، إلا أنه يستمر في التخلق، وقد كُنّا مجرد أفراد، كل واحد مِنّا حمل حقيبته، وهاجر في سبيل الله

 

كان أول المهاجرين د. رشاد العليمي الذي ألح على الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح اصدار بيان حكيم عن المؤتمر الشعبي العام يشرح موقفه من عاصفة الحزم، ويُحمّل الخوثيين وزر هذا التطور المتسارع في الصراع.

 

اتفقوا على ذلك بمنزل "يحيى الراعي" وفي صباح اليوم التالي، كان الأمر معاكسًا وجاء بيان المؤتمر الشعبي العام "جناح صالح" مخالفًا لكل ما اتفقت عليه قياداته التاريخية، يومذاك اتصل الدكتور الارياني رحمه الله الى د. العليمي وسأله: من بجوار الزعيم، فقال له فلان وفلان، أجابه الدكتور الارياني: غادر صنعاء فورًا، وفعلًا غادر الدكتور العليمي مع رفيقه د. بن دغر، وقد علمت أنهما تعرضا لبعض الكمائن، وأنجاهما الله منها.

 

ما يهم اليوم أن هؤلاء الأفراد الذين لم يكن مؤلمًا أن يستعيدوا دولة، وكان يُنظر إليهم وإلى أبطال الجبهات في الداخل أنهم مجرد مغامرين، وأن عربة الخوثي لن تتوقف حتى بلوغ آخر نقطة حدودية مع الشقيقة عُمان.

 

هؤلاء المستضعفون استعادوا جيشهم، واجترحوا المعجزات، وناضلوا بالسياسة والرصاص والكلمات وبإسناد عربي حازم أكثر الأشياء الصعبة من أفواه أعدائنا الإيرانيين

 

، أتذكر د. عبدالملك المخلافي بحقيبته وحيدًا يدور في الأفلاك ويجمع السفراء، يشد أزر موظفيه الذين لم يتعرف عليهم بعد، يطوف كالنحلة بغية استعادة زمام التواصل مع العالم الخارجي، فأسس ديوان عام الوزارة، وقطع الطريق على الخوثيين الذين عبثوا بإصدارات الجوازات، وحرمهم من ذلك، وعزلهم، وشرع في تأسيس مراكز الإصدار الآلي بسفارات عديدة.

 

أتذكر الفريق محمد المقدشي عقب تسميته رئيسًا لهيئة الأركان العامة، وشماتة الخوثيين به، وبأنه رئيس أركان بلا جنود، أتذكره على ضفاف مارب يستقبل الملتحقين بصفوف الجيش، وكُنّا أفرادًا تستطيع أي قوة مدربة أن تتخطفنا وتقضي علينا، أتذكره وهو يُعلّم الضباط الجدد "كانوا أناسًا عاديين" كيف يتحدثون، وطرائق الانضباط، وشكل التحية العسكرية، واليوم هانحن خمس مناطق عسكرية يُحسب لها ألف حساب من إيران حتى ضاحية حسن الصباح اللبناني.

 

أتذكر مارب وكانت شارعًا واحدًا، وحياة خائفة، ووجوه مرتبكة، أتذكر آثار الرصاصات على المباني في الجُفينة والسد، واليوم صارت قلعة كُبرى وحصنًا من حصون الوطن المتسع.

 

أتذكر، وقد يتذكر غيري آلاف المناضلين الذين غمرتهم الأحداث، أو رفعتهم، كل واحد مِنّا يتذكر مشاهدًا يفاخر بها، ويُقارن ما لدى المناطق المحتلة في صنعاء وما حولها من انهيار متعمد وقد ورثت الميليشيا الخوثية الإرهابية دولة بمؤسساتها وموظفيها واجهزتها ومعداتها وناسها، فأوردتهم الفلس، ودمرت كل حياة.

 

لقد كُنّا أفرادًا، واليوم دولة تستعيد بالقدر الملائم حق شعبها في الاستقرار والتنمية، وبدعم واسناد من المملكة العربية السعودية التي لا نفيها حقها مهما قُلنا وكتبنا، أشعر بالفخر أني كنت من أوائل المنضمين إلى هؤلاء الأفراد المغامرين.

 

وها نحن بقيادة فخامة الرئيس د. رشاد العليمي نتطلع لمستقبل أفضل، وانتصارات أجمل، وقد بتنا جميعًا يمانيون معًا في مواجهة سُلالة عنصرية يحركها الحقد الطبقي، والإثم الشيطاني، ونحن عليها غالبون بإذن الله.

 

خواتيم مباركة 

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!