يأتي الحوثيون إلى الرياض، كما هو المطلوب منهم منذ 9 سنين، غير أن إرتزاقهم العلني مع إيران قد أبعدهم عن رؤية الواقع، فخاضوا حربًا على اليمانيين لإخضاعهم، أملًا في تجييش ذلك الخضوع نحو الجيران بصوت مفتوح ومهووس بالموت والتوسع وإحياء الضغائن.
صمد اليمانيون على وقع غزو عدن، وأفلحت مارب في هزيمة خامنئي و حسن نصرالله والتشيع العالمي، بمن فيهم المغررين مع الحوثي.
كانت حربًا كونية على ست محافظات يمنية لا تملك مركزًا مؤهلًا لإدارة نفوذها الإداري والخدمي، وقد سُلبت منها كل المؤسسات عقب غزو صنعاء التي ما تزال محتلة في عين كل يمني حُر.
أتذكر أصداء خطاب الإرهابي "حسن نصر الله" يرن في أذني، وسبابته مرفوعة في وجه الحرية مهددًا ببلوغ "مارب"، وأنا مطرق على هاتفي أكتب للناس قائلًا: لا يفلح الحوثي في معركة نظيفة، لأنه مجبول على الغدر والخديعة والفتنة فقط، تلك وسائله للنفاذ من الطرقات الوعرة، ومعه حشد من "الدعاية والدعاة والحلافين الهمازين المشائين بنميم" يحرصون على إظهار براعة سيدهم المهزوز في القتال.
رجال المتارس الأولى يعرفون ذلك، لا تعنيهم صفقات السياسة رغم تأذيهم منها، ففي القول الفصل والأخير يفاخر اليمني الحقيقي أنه هزم إيران وحزب الله وميليشيا الحوثي وميليشيا الحشد الشعبي، هزمنا نوري المالكي وهادي العامري وقاسم سليماني، وجبالًا من المؤامرات الفانية.
فقط .. أهرق الحوثي دمًا من سُلالته لم تعرفه السُلالة المنتسبة إلى الهاشمية في تاريخها الطويل من الصراعات والإنقلابات.
وفقط أيضًا، كسرنا نظرية الولاية العنصرية، وجاء الحوثي إلى الرياض مُحملًا بأوزار فشله الكارثي في رعاية المواطنين في مناطق الغزو، يتلمس ما يبقيه جيدًا، وقد أفرغ اليمن من كل مصدر ثروة ملائم لدفع استحقاقات ملايين الجائعين من الأنفس اليمانية الزكية.
هرول الحوثي حتم أنفه عقب إتصال هاتفي جرى بين الملك العربي الكبير سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، والرئيس الإيراني، مؤكدًا أنه مجرد أداة إيرانية لا أقل ولا أكثر، وأن العلاقات الطبيعية الإيرانية - العربية هي الأصل، وأن التخلي عن الميليشيا المؤذية سيأتي في المستقبل بعد أن تشبع طهران من هزائم اليمانيين لها، لتكتشف أيضًا أن الحوثي مجرد رائحة كريهة يجب تنظيفها.
سينقل الإعلام صور تودد الميليشيا والابتسامات العريضة في الرياض، كما نقل دعاء "محمد عبدالعظيم الحوثي" للعائلة الملكية السعودية، ليدرك اليمانيين القابعين رهن الخوف أن التصريح بحب العرب وفي مقدمتهم الرياض ليس "خيانة"، وأن المملكة العربية السعودية لا تكرهنا، وأننا نحن من لا نريد للسلاح أن يموت، وللرصاصة أن تزهر، وللأرض أن تثمر، وأن الدم إذا ما جرى كـ النهر يحل الخراب والفقر والحسد وتغوص الكراهية في أعماق النفوس.
أيها الجنود، أيها القادة، أيها الساسة، لقد انتصرنا، والسلام يبدأ بمعركة الحقيقة والقناعات والمبادئ والقيم، فلا ولاية، لا استقواء، ولا عنصرية. ومن أراد عودة المدافع فسيدفنه ركامها، ويكون أول من يختفي.
والسلام على من اتبع الهُدى