لبنان والقدح السياسي !!!!

بقلم : نشوان الخراساني
الثلاثاء ، ٠٩ نوفمبر ٢٠٢١ الساعة ٠١:٠٧ مساءً
مشاركة |

لبنان والقدح السياسي.!!!

 

بقلم/ نشوان الخراساني

 

تتجلى التصريحات السافرة تجاه المملكة السعودية العظمى، وجهودها في دعم استقرار الأمن الإقليمي وازدهار اليمن، فالمتضرر من هذا القدح هو الشعب اليمني رهين النزاعات، هو من سرق الحوثيون حلمه وجعلوه حبيس للإرهاب و القتال.

 

فليست النرجسية والشيطنة الأخيرة في تهريب المخدرات، وتراخي الإدارة السياسية تجاه ما يمس علاقة البلدين، ومسلسلٌ من الإساءات المتكررة، حتى ظهر فصل قرداحي جديد، وغيظ مكتوم يحمل بطّياته التصريحات السافرة والتبريرات وما سبقهما تحمل توجهاً عدائياً من الساسة اللبنانيين ووصف السعوديين ”بالبدو”.

 

لقد جاءت تبريرات وزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي” متناقضةً تحمل النفس السياسي المؤدلج حسب مزاج وكلاء إيران العسكريين بالمنطقة من الحوثيين وحزب الله، فلم تخلُ من الاصطفاف المفضوح والميول التحزّبية، وهذا ما ظهر في فلتات لسانه، ولم يزده التبرير إلا سقوطاً آخر كشف عن أجندات متطرفة يحملها “قرداحي” تجاه اليمن و السعودية ودول الخليج عموما.ً

 

وقد تناسى “قرداحي” بلده المختطَف من يتجرّع ويلات العمائم السوداء منذُ سنوات، حتى أضحى “إيران الجديدة” ترفع على جغرافيته شعارات “حزب الله”، ويموت المواطن اللبناني مليون مرة بحثاً عن مخرج للأزمة السياسية الخانقة ومن يواليهم “قرداحي”، لم يرحموا اللبنانيين وبدّدوا ثرواته؛ فالعين الفاحصة والمتابع الحذق يكشف ما وراء الاضطرابات هناك، لكن الحميّة العربية لم تحرك مشاعره، ولم تزعجه مآلات ومآسي المشهد اللبناني؛ إذ الفشل السياسي والانقسامات وتهاوي الاقتصاد والتمزّق؛ بسبب سوس لبنان الطافي المطفي الطائفي.

 

فنسف علاقات السنين المتجذّرة بين السعودية ولبنان، وتناسى سلسلة من المواقف السعودية الكريمة سواءً على مستوى الدعم أو التضامن مع قضايا لبنان، صداقة قديمة تجمع البلدين وأرقام تتحدث وجالية لبنانية هي الأكثر في السعودية بين دول الخليج ينعشون ميزانية بلادهم، لكن حكمة السعودية أبعدت الشعب اللبناني عن التجاذبات السياسية كما هو المبدأ، فطوال تاريخها لم تزجّ بالشعوب في الملفات والتقلبات، بل حمل البيان السعودي لغة التنديد للإدارة السياسية.

 

وقد تبع جملة الاعتداءات الكلامية اللبنانية حِلماً وتغاضياً سعودياً؛ احتراماً للعلاقات التاريخية والدروس الراسخة؛ لأن مواقف السعودية ليست ردة فعل عابرة، لكن البعض ظنّ أن الهجوم الأخير هو ما أشعل الموقف السعودي، وهذا تفسيرٌ لا يخلو من السطحية، فتصريحات “جورج الحوثيين” هي القشّة التي قصمت ظهر لبنان، ولم تقصم السعودية، فالمملكة مارست حقها الدبلوماسي والسيادي؛ إثر اتهام التحالف العربي لاستعادة الشرعية وطعنه بما ليس به، فهذا كان نقطة تحوّل في العلاقة بعد الإمعان بالتجريح للدولة التي جاءت لإنقاذ شعب اليمن من جماعة إرهابية اغتصبت أرضه وسرقت موارده وجنّدت أطفاله وفخّخت البشر، فأضحى معها اليمن مسرحاً للطائفية عنوانه الموت والتشريد.

 

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!