أمنيات دموية

سام الغباري
الاربعاء ، ١٨ أغسطس ٢٠٢١ الساعة ٠٣:٠٤ صباحاً
مشاركة |

كنت اتمنى أن يكون “علي عبدالله صالح” ديكتاتورا كما زعم الشلفي، ومنتهكًا لحقوق الانسان، كنت أتمنى أن أراه يضرب ويوجع ويخمد تمرد الحوثيين إلى الأبد، أن يُعلق "عبدالملك الحوثي" من رجليه مثل وطواط لعين وأن يقتل كل عضو برلمان دعى لحرية "حسين الحوثي" في القول والعمل، وأن يملئ السجون بقيادات المعارضة السياسيين الذين قاوموا حرب الدولة على الحوثي.

قاوموها لأن "صالح" تفاجئ بقدرة الحوثيين الأولى على الحرب، وبكم هائل من التململ الهاشمي، والتصيد في زراعة الفتنة بين الإصلاح والمؤتمر، وبدعوى أن "علي محسن" صار بطلًا بعد سحق قواته لجمجمة "حسين" عند باب جرف اسمه "سلمان".

كنت أرجو أن يحمل السلاح بيده، ويذهب إلى صعدة ويأمر بوضع ابو علي الحاكم ومحمد علي الحوثي وصالح هبرة و عبدالكريم الخيواني ويحيى الديلمي في مواجهة جدار، ثم يطلق عليهم النار بيده، أن يخرق كل جسد بألف رصاصة ويتبول على جثثهم، ويأمر بدفنها أو احراقها، أو اطعامها للكلاب.

هذه الأمنيات الدموية لم تكن ستكلف اليمن مأساتنا الكبرى، فما نعاتب به صالح وعائلته بدء من أحمد إلى يحيى وطارق وعمار إلى علي ومحمد صالح الأحمر أنهم كانوا القيادة العسكرية في بداية الحرب الأولى ولديهم اطلاع مخابراتي كامل عن نوازع الحوثيين وهويتهم، وكان من الواجب أن يقطعوا دابر الفتنة بكل حسم وصرامة، وألا يستكينوا حتى يخمدوا كل صوت ويقطعوا كل أصبع ترتفع في محاولة لهزيمة الدولة.

لكن مع الأسف، كانوا يأملون كأي يمني أن تتوقف الحرب، وتُحقن الدماء، وفي كل هدنة كان الحوثيين ينتقمون، ويتوسعون، حتى دخلت السياسة والمكر، وبدأت الوقائع فعلها الآثم، وتطورت، إلى أن رأيت "أحمد الشلفي" يقفز في مقيل أحد الساسة رافضًا نزع سلاح الحوثيين مقابل اشراكهم في الحوار الوطني، وحين سأله الناس عن ذلك، أدار عينين هائلتين من الحقد والغضب : دعوهم يكسروا غرور مراكز القوى القبلية الرجعية المتخلفة !! .

وقد كسروهم، ومضوا نحو قريته فكسروا كل عظم بريء، كانت صيحات الأهالي ترتفع بأنين فاجع، وصوت "أحمد الشلفي" يردد من شاشة الجزيرة : لقد حقق اليمانيون التغيير الذي سيرقى بهم إلى مصاف دول العالم .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!