عفاش العائد من الموت

علي البخيتي
الثلاثاء ، ٠٨ يونيو ٢٠٢١ الساعة ١٢:٤٦ صباحاً
مشاركة |

شخصية فذّة، لا تتكرر إلا مرة كل ألف عام، قلق ومتوجس، عملي، لايعجبه التنظير، يجبرك على احترامه ولو كنت ضده، مدرسة سياسية، براجماتي، يمتلك قدرة عجيبة على احتواء الناس، وكسبهم لصفه، وان لم ينجح في كسبهم يرغمهم على الحياد بدهاء،،

الصورة مع الزعيم التقطت في عدة زيارات متلاحقه، خلال فترة الحوار الوطني وما بعدها، صارحني في احدها استحالة عودته للسلطه وان لا طموح له بذلك، وانه فقط يريد تلقين بعض الاطراف السياسية درسًا في الأخلاق، والخصومة بشرف، كان استهدافه الى مصلاه ورؤيته خصومه يهتفون بالتكبير في الساحات فرحين انهم تخلصوا منه الى الأبد هاجسه الأكبر، قال لي انا عدت من فم الموت، فقط لأؤدب هولاء الحمقى، وقد فعل.

في هذه الفترة كنت الناطق الرسمي باسم الحوثي، وكانت شعبيتي طاغية داخل الجماعه، واصبحت على قائمة الاستهداف لدى خصومهم، في مرحلة ارتفعت فيها وتيرة الاغتيالات، طلبت من حسين العزي ومسؤولي الجماعه توفير حماية ملائمة للمرحلة كعهده ولم يفعلوا، الى ان تم اغتيال الدكتور عبدالكريم جدبان، ومن ثم نجاتي من موت محقق في السائله، كانا شخصين ملثمين على دراجة نارية ولكن عزرائيل ذلك اليوم كان في إجازة،،

قبلها بأيام كنت في زيارة الزعيم اخبرني فيها بأخذ الاحتياطات اللازمة، انتبه على نفسك قالها بالحرف الواحد، ولم اخذ ذلك على محمل الجد..

بعد محاولة الاغتيال اتصل بي محافظ صنعاء السابق وعضو اللجنة الدائمة للمؤتمر اللواء عبدالواحد البخيتي، وعرض علي سيارة مصفحة قال انها لايحتاجها وبضعة بنادق وواصاني ان لا اخرج الا مع مرافقين وفي ظل حراسة مشددة، قبلت عرضه للحاجه، فقد اقنعني بان نشاطي مستفز للخصوم واني على قائمة الاستهداف،،

لم تكن تلك السيارة والبنادق إلا من الرئيس صالح، وكنت وقتها شديد الانتقاد له، في عدة مقالات نشرتها تباعًا، تساءلت لماذا يتصرف الزعيم مع خصومه بهذا النبل، بينما الجماعه التي ناضلت معها لم توفر لي شيء،،

هذا احد المواقف الكفيلة بفهم شخصية الرئيس علي عبدالله صالح، الذي لايوجد اليوم احد الا ويترحم عليه، عملت في معارضته طوال حياتي ومع هذا لم ار منه شرًا، كان شخصية جامعه همها الوطن قبل كل شيء، وكان يعرف خطر الجماعات المتطرفة التي تستخدم الدين للوصول للسلطه، ولو لم يدفعه خصومه واستهدفوه الى مسجده لما تحالف مع انصار الشيطان،،

الذين لايزالوا يلقون اللوم عليه بما نحن فيه اليوم، راجعوا انفسكم، واعرفوا عدوكم ثم اعيدوا البناء، ليس من اجلكم فقد انتهت فرصتنا بل من اجل ابناءكم ومن اجل جيل قادم، لاتدعوا الظلامين ينتصروا، وسنظل نحفر في الجدار،،،. اما واما!!

 

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!