التحالفات السياسية وبروز ’’الثنائية التحكمية’’

د. ياسين سعيد نعمان
السبت ، ٢٤ ابريل ٢٠٢١ الساعة ١٢:٤١ صباحاً
مشاركة |

في معظم التحالفات السياسية لا تتنظم القواعد المنظمة للتحالف وفقاً لمنظومة قيم موحدة، وإنما وفقاً للمتغيرات التي تحدث على صعيد الوضع العام الذي يقوم في ظله وبسببه التحالف. 

غالبا ما يكون ذلك هو المنهج الذي يتبعه الطرف القوي في التحالف، والذي تتحرك مصالحه بصورة مستقلة عن المصلحة المشتركة لأطراف التحالف الأخرى.

يدار هذا النوع من التحالفات بأدوات تكتيكية، والطرف الأقوى فيه لا يقبل العمل بأي رؤية استراتيجية تنتظم في إطارها أنشطة التحالف، لأن مثل هذه الرؤيا تقيده عن التحرك بصورة مستقلة عن بقية الأطراف. ولذلك فإنه يتمسك في الغالب ببقاء التحالف في حالة من المرونة الفضفاضة التي لا تسمح بتأسيس قواعد ملزمة للعمل المشترك.

في كثير من تجارب التحالفات السياسية التاريخية يمكننا ملاحظة بروز ’’ثنائية تحكمية’’  في التعاطي مع وظيفتها، فالطرف الأقوى يستخدم التحالف على نحو تكتيكي عندما يتعلق الأمر بمصالح التحالف المشتركة، وعلى نحو استراتيجي فيما يخص مصلحته المستقلة. بمعنى أنه لا يرى التحالف غير أداة لتحقيق مصلحته العلياء. والأسوأ هنا هو عندما لا يرى هذا الطرف أن مصالح حلفائه جزء من مصلحته العلياء.

وهو، لذلك، إذا استطاع عند نقطة معينة أن يحقق هذه المصلحة على نحو مستقل عن الاطراف الأخرى فإنه لا يتردد عن تفكيك التحالف بأشكال مختلفة. وأكثر الاشكال استخداماً، كما تقول هذه التجارب، هي حملات التشويه ضد الحلفاء لتبرير التخلي عنهم، إضافة إلى استخدام النفوذ في شراء ولاءات خاصة تنتهي بالتحالف الى التفكك.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!