إذا أرادت السعودية أن تخرج من اليمن بماء الوجه عليها أن تسلّح الجيش

د. عادل الشجاع
الخميس ، ٢٥ مارس ٢٠٢١ الساعة ٠١:٥٣ صباحاً
مشاركة |

هذا العنوان استخلصته من تقريرين ، أحدهما : لمجلة " أنسيدربيا " الأمريكية ، والثاني لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، وما ورد في التقريرين ، يلخص ما ذهبنا إليه في العديد من المقالات والتحليلات التي دعونا فيها المملكة العربية السعودية العودة إلى الأهداف التي أعلنتها في عاصفة الحزم والتي تمثلت باستعادة الشرعية ودعمها.

نصحت المجلة ومعهد واشنطن القيادة الأمريكية وقيادات المملكة العربية السعودية ، بضرورة تسليح القوات الحكومية على الأرض ، بالأسلحة النوعية ، القادرة على حسم المعركة ، ودحر مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وقد ذهبت المجلة إلى أنه يتعين على السعودية التركيز على أولويات معينة للتعامل بشكل أفضل مع الحوثيين ، أولى هذه الأولويات ، الحاجة إلى التركيز الجاد على الخيار العسكري ، حيث تبدو محادثات السلام غير مجدية بسبب تصاعد العنف ، ومهما جادل البعض بعدم جدوى الحل العسكري للصراع إلا أن الواقع يقول إنه لن يكون هناك حل سياسي قبل إضعاف الحوثيين في ساحة المعركة.

ولكي يحدث إضعاف الحوثيين بحسب رأي المجلة ، فإنه لابد من الدعم العسكري للجيش اليمني ، وأن هذا يسبقه ثقة السعودية بهذا الجيش والاستماع إلى القادة اليمنيين الميدانيين ، أما إذا استمرت السعودية في نفس السياسة التي انتهجتها منذ ست سنوات في اليمن ، فإن النتيجة المؤكدة ستكون عدم هزيمة الحوثيين المتحالفين مع إيران ، وستستمر طائراتهم بدون طيار وصواريخهم في التدفق على المدن السعودية.

وأضافت المجلة أن تصرفات التحالف السعودي الإماراتي كمحتل في اليمن ، زاد من شعبية الحوثيين ومكاسبهم الإقليمية ، وأنه يجب أن يتوقف ذلك إذا أرادت السعودية إحلال السلام في اليمن.

الأولوية الثانية ، بحسب المجلة ، تتمثل بتوحيد الأطراف المناهضة للحوثيين ، المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والانفصاليين الجنوبيين ، وإذا لم تستطع السعودية جمع هذه الأطراف ، فإن الحوثي سيراكم انتصاراته وأي انتصار للحوثي هو خسارة للسعودية.

وأضافت المجلة ، أن السعودية يمكنها أن تحول فشلها إلى نجاح وهذا يتطلب تحول جذري في أجندة التحالف ، وإذا تحقق ذلك فإن الحوثي سيخسر المعركة وسيراكم الجيش اليمني قوته ، ولن تضطر المملكة إلى القلق بشأن المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية في المستقبل.

أما معهد واشنطن فقد ذهب إلى أن عملية السلام لن تتحقق إلا بمزيد من الدعم العسكري لتحقيق هزيمة بالحوثي وتقوية الحكومة ، فوجود حكومة هشة يقوض عملية السلام ويشجع على المناورات الانفصالية ، ودعا المعهد الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحويل المواقف الكلامية ضد الحوثي إلى أفعال ومنع الانفصاليين من تشتيت الانتباه عن الدفاع عن مأرب ، والسماح بإدخال وحدات المدفعية وطائرات المراقبة بدون طيار والدفاعات الجوية وهذا سيحسم المعركة وسيسهل عملية السلام.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!