مأرب تكتب فصلاً جديداً من التاريخ

د. عادل الشجاع
السبت ، ٢٧ فبراير ٢٠٢١ الساعة ١٢:٤١ صباحاً
مشاركة |

تكتب مأرب فصلا جديدا من التاريخ الذي صنعته ذات يوم وأضاءت به وجه العالم حضارة وسلاما واستقرارا وفي إحدى المحطات صنعت تاريخ الجمهورية وأسقطت الإمامة مضرجة بدمائها الملوثة بالعنصرية ، وهاهي اليوم تمرغ أنف الإمامة - التي تريد أخذ اليمن إلى التيه والجهل والظلام - بالتراب .

وحيدة تقاتل مأرب بشبابها والشيوخ الذين أنجبتهم أرض سبأ ومنحتهم صلابة الإرادة ليقفوا بأجسادهم سدا منيعا في طريق العصابة الإرهابية التي تريد استباحة الأرض والعرض والكرامة لخدمة الأجندة الإيرانية والصهيونية .

وحيدة مأرب ، تقاتل باسم اليمن ، نيابة عن الأمة التي تخلت عن دورها في مواجهة التمدد الإيراني الذي يسعى إلى إلتهام الجميع وتقاسم الخريطة العربية مع الصهيونية ،  في الوقت الذي تقاتل فيه مارب نيابة عن اليمن وعن الأمة ، هناك من اليمنيين الجمهوريين من امتلأت قلوبهم بالحقد الشخصي وأصيبت عيونهم بالعمى ينتظرون سقوط مأرب ، بل ويتمنون سقوطها نكاية بنصفهم الآخر الجمهوري .

وحيدة مأرب ، تقاتل أعداء الحياة ، حياة اليمنيين والعرب جميعا وحقهم في مستقبل أفضل ، تقاتل في حين جميع الجبهات متوقفة تحرس الهدوء فيها حتى يعود الحوثي من معركته في مأرب ، وهكذا يكون على مأرب أن تدفع بعض وهج الجمهورية المقدسة بالدم لتعويض الغياب المفجع لبقية الجبهات .

اختطفت العصابات المسلحة بعمى الأوهام وأعلام الانفصال المزينة بالنجمة السوداء عدن وأخرجتها من معركة اليمن الكبرى ، فيكون على مارب أن تدفع من دمائها دية الإبقاء على الشرعية والجمهورية والوحدة وعودة الوعي بحقائق التاريخ والجغرافيا والهوية الوطنية .

تاهت تعز بين الجمهورية والإمامة ، بين الوطنية والعنصرية ، بين الفوضى وقسوة المليشيات ، بين المناطقية والمدى المفتوح بالوحدة ، فتكبدت مأرب من لحمها ثمن تصحيح المسار وقدمت صورة أخرى بأنها الأرض المطهرة بدماء الشهداء وأنها لن تكف عن بذل الدم حتى يستنزف العدو آخر قطرة من دمائه الملوثة بالعنصرية .

انفجرت صنعاء بكل خطايا الإماميين واستكان أهلها للظلم ومصادرة حقهم في الحياة وفي العيش ، ولم يتمكن هذا الاستسلام من غسل جراحها ، لذلك أخذت صنعاء بعيدا عن أهلها ، وحينما تقدم الساحل بمقاومته وقدم النموذج الصحيح متخطيا الانقسام السياسي المعزز بالسرطان المناطقي وصواعق التفجير الحزبي ، قيدوه باتفاق السويد وقالوا له شكرا لقد قاتلت وانتصرت وعليك أن ترتاح الآن وتريح سلاحك .

مأرب تقاتل باسم اليمن والعرب ونيابة عنهم ، ومن أجل حقهم في أرضهم ، وفي حياة كريمة فوقها لا تحتها ، وفي ظل رايات الجمهورية تقدمهم إلى مستقبلهم وليس في ظل العلم الإيراني ورايات الجهل والتخلف ، مأرب تقاتل من أجل كل يمني حر ، تقاتل الإماميين الإرهابيين قتلة اليمنيين وأصحاب مشاريع قد اندثرت منذ قرون .

ليس لمأرب إلا دمها مدادا لكتابة المستقبل اليمني وقد بدأت في كتابته ، وهاهي الصفحات الأولى مطرزة بدماء الشهداء من مأرب وصنعاء وذمار وتعز والمحويت وشبوة وحجة وأبين والمحويت وعمران وحضرموت ولحج وريمة والحديدة وإب والبيضاء وعمران ، فالمعركة واحدة والأرض لليمنيين ، هم أهلها وسيحمونها ومأرب اليمن هي الشاهد والشهيد ، وعلى القبائل والأفراد الذين يقاتلون نيابة عن الحوثي أن يوفروا دماءهم وألا يجعلونها ضد الوطن وفي سبيل عبوديتهم ، فنهاية هذه العصابة أضحت أقرب إليها من حبل وريدها .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!