ياليت الحكومة الجديدة ظلت بالخارج ...!!

علي عسكر
الثلاثاء ، ٢٣ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠٣:٥٠ مساءً
مشاركة |

جميعنا من دون إستثناء إستبشرنا خيراً بعودة الحكومة الجديدة لمزاولة مهام عملها من داخل العاصمة المؤقتة عدن.. 

 

هذا التفاؤل الذي أنتابنا لم يأتي من فراغ فالمنطق يؤكد بأن الإستقرار النهائي للحكومة من شأنه أن يساعد كثيراً في تحسين الأوضاع المتردية من كافة الجوانب ..!!

تفاؤلنا بوجود الحكومة الجديدة نابع أولاً من التوقيع النهائي لإتفاق الرياض والذي بموجبه أتفق الطرفان المتنازعان في الجنوب على نزع فتيل الحرب العبثية في أبين والتي راح ضحيتها المئات من خيرة شباب الجنوب.. تفاؤلنا كان بالإتفاق على تشكيل حكومة مناصفة بين الجنوب والشمال وحيث إن غالبية المحافظات

 الشمالية ماتزال تحت سيطرة الحوثي فلزاماً على الحكومة أن تهتم وتلتفت لحال المحافظات الجنوبية المحررة من خلال تسخير كافة الإمكانيات الممكنة للحكومة في إنتشال أوضاع الجنوب الصعبة..!!

 

مصدر تفاؤلنا بوجود الحكومة في الوطن والتي تعتبر المرة الأولى منذ زمن هو بمثابة رسالة تبعثها الحكومة للشعب الصابر لتحيي فيه ولو جزءاً يسيراً من فسحة الأمل المفقود وبأن القادم سيكون أفضل..!!

تفاؤلنا بوجود الحكومة في عدن يعني القضاء نهائياً على حالة العداوة والتربص بين طرفيي النزاع لبعضهم البعض وإغلاق ملف تبادل الأتهامات وتحميل كل طرف للآخر المسؤولية عن ممارسة حرب الخدمات في سائر المناطق الجنوبية وبالذات في عدن والتي عانينا ومانزال نعاني من ويلاتها وتبعاتها خلال السنوات القليلة الماضية..!! تفاؤلنا بوجود الحكومة الجديدة بأنها ستكون قريبة جداً من الحدث وستكون على إطلاع تام بكل صغيرة وكبيرة ومن دون رتوش كاذبة ..وجود الحكومة سيمكنها من حل أي صعوبات قد تواجه عملها وتلافي الأخطاء ومعرفة مكامن القصور إن وجدت..وسيمكنها من معرفة ما يحتاجه المواطن وبالذات في الوقت الراهن ..!!

لكن وآآه من كلمة لكن .

. فلقد تبخرت سريعاً أمانينا وتناثرت تطلعاتنا إلى أشلاء وتحول تفاؤلنا إلى ركام كبير مليئ بالتشاؤم.. لقد خاب الظن بالحكومة التوافقية التي كنا نعول عليها كثيراً بإنتشال البلاد من حالة التخبط والعيش في ظل اللا دولة..!!

فبمجرد وصول الحكومة الجديدة وبقدرة قادر ساءت كل الخدمات الضرورية التي تهم المواطن وبصورة دراماتيكية فمثلاً الكهرباء التي كانت في السابق تشهد إستقراراً نسبياً خصوصاً في فصل الشتاء ولكن للآسف شهدت الكهرباء منذ وصول الحكومة وحتى يومنا هذا تراجعاً مخيفاً ونقص حاد في توفير الوقود لتوليد الكهرباء مما جعل الحكومة تستدين مادة الديزل من بعض التجار لمساعدتها على تشغيل الكهرباء..!!

فما هكذا تورد الأبل ياحكومة ؟!..وما هكذا كان العشم فيك لإنقاذ البلاد فأتضح لنا بأنك أنتِ من تحتاجين لمن ينقذك من هذا المأزق ..!!

 

لم يقتصر الأمر بوجود الحكومة على تردي الكهرباء فقط بل شملت الكثير من الأمور المتعلقة بمعيشة المواطن..حيث إزادت العملة المحلية تدهوراً مقابل العملات الأجنبية والذي أنعكس سلباً فأدى ذلك إلى إرتفاع المواد الغذائية بالإضافة إلى إنعدام المشتقات النفطية وهذا على ما يبدو مقدمة التي سرعان ما سيؤدي إلى رفع سعرها كما حدث فعلياً بزيادة قيمة سعر دبة الغاز المنزلي..!!

 

لقد كان من ضمن بنود إتفاق الرياض والذي أفضى إلى تواجد الحكومة في عدن من أجل تسريع وجدولة عملية صرف الرواتب المتأخرة للعسكريين في الجيش والأمن وحلحلة المشاكل التي قد تعترض عملية الصرف ورغم كل الوعود المتكررة بصرفها أستمرت معانأتهم بل أن بعض المرافق والهيئات المستقلة لم تستلم راتب شهر يناير بينما الموظفين في المرافق الأخرى ينتظرون صرف راتب فبراير بعد أيام قليلة..!!

 

لقد أصبح لسان حالنا يردد ياليتها لم تعد الحكومة للوطن..ياليتها ظلت بالخارج فلا فرق لمسناه بوجودها أو بغيابها ..!!

كذلك لا فرق بين الوزراء السابقين واللاحقين فجميعهم مشاركون في تصدير المعاناة للشعب.. جميعهم صامتون كصمت أهل القبور..!!

أين ذهبوا من كانوا ينتقدون فساد الحكومة السابقة وصمتها المخزي والمعيب في ظل تدهور أوضاع البلاد والعباد ..؟!

لا نريد منهم تغيير الواقع ففاقد الشيء لا يعطية..بل نريد أن نسمع صوتاً خافتاً حتى ولو كان همساً ينتقد فيه تعثر الجهود الحكومية وترك الأوضاع على ماهي عليه دون أن نلتمس أي تحركات جادة من قبل الحكومة للتغلب على الصعوبات التي تواجهها..!!

 

نريد أن نعرف ماهي الأسباب وهذا العجز الكامل للحكومة الجديدة والذي أدى إلى فشلها الذريع ومن دون إحداث ولو تحسن بسيط وطفيف في أي جانب ..؟! إن إستمرار حرب الخدمات في ظل العجز التام للحكومة التوافقية لم أستوعبه حتى الآن ؟!.. فهل هنالك يداً ثالثة مازالت لديها القدرة والإمكانيات على أن تعبث في عدن حتى في ظل وجود حكومة توافقية ؟!

 

ختاماً...أن السكوت ومن كافة الوزراء الذين يمثلون كافة الأطياف السياسية لم يعد مقبولاً ولا معنى له بل يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن جميع من في الحكومة على توافق تام على كل ما يحدث وذلك في سبيل الحفاظ والتمسك الشديد بالحقائب الوزارية.. فسحقاً لكل من يتأجر بمعاناة المواطن لكسب المناصب..!!

 

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!