حكومة تمتلك أصدقاء مثل الإمارات والسعودية فهي لا تحتاج إلى أعداء

د. عادل الشجاع
الاربعاء ، ١٧ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٢٥ صباحاً
مشاركة |

تواجه حكومة معين عبد الملك تحديات كبيرة أهمها، الانقسام الحاصل في المشهد السياسي والوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءا، إضافة إلى تركة كبيرة من الأزمات التي خلفها تمرد الحوثي وانقلابه على الشرعية وإشعاله للحرب التي تحتاج من الحكومة جهودا مكثفة لمواجهتها ومعالجتها، ولن يكتب لهذه الحكومة النجاح، مالم يدرك الجميع خطورة المرحلة التي تمر بها اليمن، خاصة في هذه الأيام حيث جميع الأيدي على الزناد والبعض يترقب لتحقيق أهداف سياسية ستقود اليمن إلى مرحلة أشد خطورة، فخيار العرقلة والمناكفات والتعطيل وغياب دور مجلس النواب الرقابي، كل ذلك من شأنه أن يقود اليمن إلى حسابات سياسية ستغرق الجميع.

كل ما أنجزته حكومة الكفاءات التي سميت بهذه التسمية ظلما، هو تجريع اليمنيين الصدمة تلو الأخرى ، بدءا من تأخير برنامجها وعدم نيل ثقتها من البرلمان الذي يعاني حالة غياب أيضا وتم اختزاله برئيسه فقط، وصمت الطرفين ، الحكومة والبرلمان عن الحرب التي تشنها عصابة الحوثي الإرهابية على مأرب، وكأن رئيس الحكومة ورئيس البرلمان يجلسان على ضفة الشرعية ينتظران مرور جثة الشرعية.

لم يعد خاف على اليمنيين عجز الحكومة في مواجهة الغزو الحوثي لمارب ، وكأن الأمر يعني جزءا من الحكومة ولا يعني الجزء الآخر ، أو كأن سقوط مارب يسعى إليه جزء من هذه الحكومة اعتقادا منه أنه سيكون بمنأى عن نتائج هذا السقوط ، لهذا فإن الحكومة تواجه تخريبا داخليا وخارجيا، فعلى المستوى الداخلي تواجه تخريبا من قبل الانتقالي الذي فهم القضية الجنوبية خطأ، وعلى المستوى الخارجي تواجه تخريبا من قبل الإمارات وصمتا من قبل المملكة العربية السعودية، وأي حكومة لديها أصدقاء مثل الإمارات والسعودية، فهي ليست بحاجة إلى أعداء.

الانتقالي يشتري الوقت ويعطل الحكومة ، والإمارات والسعودية تشتريان وقتا وإيران والحوثي لن يعطيا اليمن الوقت ، والمضحك المبكي أن الحكومة لا تسمي الأشياء بمسمياتها وكل إنجازاتها لقاءات مصورة خالية من الأفعال الملموسة على الأرض ، لذلك فإن الشرعية تحتاج في المرحلة المقبلة عليها إلى رجال سياسة من نوع مختلف يمنعون أي فشل تذهب إليه اليمن ، فعلى ما يبدو أن الانتقالي قد وضع نفسه كولي أمر للحكومة ولذلك أصبحت العلاقة مخلخلة والمهام معقدة ، وأضحى الانتقالي جاهزا للتنصل من الحكومة في الوقت الذي تحدده له الإمارات.

كان المواطن اليمني يعتقد أن هذه الحكومة ستحقق الشراكة الوطنية الحقيقية وستنقل اليمن إلى مفهوم الدولة ومفهوم الشراكة المنصوص عليها في مخرجات الحوار الوطني وكذلك في اتفاق الرياض ، لكن الواقع أماط اللثام عن فشلها في إيجاد الحلول للأزمات الراهنة ، وأصبح أمام هذه الحكومة خيارا واحدا لا مفر منه: إما الشرعية وإما الانتقالي ، فالدول تغرق في فراغ طويل قبل تشكيل الحكومات ونحن غرقنا في فراغ طويل بعد تشكيل الحكومة، مما جعلها تبدو وكأنها مستسلمة لتعقيدات المشهد وعدم حسم الشرعية لهذه التعقيدات سيجعل الحكومة تمضي نحو جهنم.

مازال المواطن اليمني ينتظر من الحكومة أن تصوب خطاها وأن تعلن عن برنامجها وتجيب على جملة من الأسئلة من مثل: أين دورها في الحرب الجارية، وما هي خطتها الاقتصادية وأين برامج الإعمار والاستثمار وأين خطة الكهرباء التي تشغل سكان عدن وبقية المدن الأخرى التي تقع تحت سيطرة الحكومة؟

والسؤال الأهم للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة: لقد جئتم من أجل إنهاء إنقلاب الحوثي وإعادة الشرعية اليمنية، فلماذا لا تستطيع الشرعية اليمنية ممارسة سلطاتها على الأراضي المحررة؟ ولماذا انشغلتم في المناطق الجنوبية وتركتم المناطق الشمالية يعبث بها الحوثي وتراجعتم من الذهاب إلى صنعاء وتفرغتم لنسج المشاكل في عدن وسقطرى وحضرموت وشبوة والمهرة؟ ولماذا تخليتم عن تطبيق اتفاق الرياض وتركتم الحكومة حبيسة المعاشيق تظللها أعلام الانفصال؟

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!