قبل أشهر من اليوم كتبت وعلى صفحتي هذه ان حرب ابين يراد منها إضعاف وأنهاك كل القوى العسكرية التي تشكلت في جنوب اليمن عقب حرب 2015.

لايحتاج المرء ان يفكر مليا فيما يطرح ..

بالعودة والنظر إلى وضع قوات الإنتقالي والجيش بعد 9 أشهر من الصراع المسلح يمكن للمتابع ان يدرك حجم الخسارة الفادحة التي مني بها الطرفان.

فقد الطرفان المئات من القيادات العسكرية والاليات ووصلا اليوم حد الانهاك لدرجة ان طرف ما لا يستطيع التقدم بضع مترات.

ومع اقتراب اليمن من الحل النهائي ووضع مسودة الإعلان الشامل فإنه ليس لا من مصلحة التحالف ولا القوى السياسية التقليدية ان تكون هناك قوى مسلحة حقيقة فاعلة في على الأرض .

كانت البداية من عدن حينما انخرط الجميع في صراع عبثي لاطال منه وصولا إلى صحاري ابين والتي يتم فيها طحن كل القوات التي تشكلت بعد الحرب والتي كان لها ان تشكل حضورا جنوبيا حقيقيا على الساحة تنتزع حقوق ابنائه دون ضرار ولا ضرار لأحد.

علينا ان نعترف اولا واخيرا ان معركة "ابين" جنوبية جنوبية وان دعاوى مرتزقة الإمارات وميلشياتها وميلشيا الاخوان هي عناوين كاذبة لمعركة يقتل فيها الأخ اخاه ويقتل الرفيق رفيقه ويطعن فيها الاصدقاء والاخوة بعضهم بعضا. 9  أشهر من الاقتتال في ابين لم يقتل فيها شمالي واحد ولم يتم فيها آسر جندي واحد ينتمي إلى أي محافظة شمالية وهذا وحده دليل ان ثمة تناحر جنوبي جنوبي يسود لاصلة للشمال به من أي ناحية.

لدينا مشكلة جنوبية جنوبية .

اطرافها جنوبيين .

وضحاياها جنوبيين .

وانطلاقا من ذلك علينا الاقرار بإن "عيدروس الزبيدي" ورفاقه وقواته وان وصلوا إلى عقر دار عتق لن يستطيعوا انهاء الميسري وبن عديو واقصائهم واخراج إبين وشبوة من المعادلة السياسية.

وبالمثل علينا الإقرار ان "الميسري" ورفاقه وان وصلوا إلى عدن فلن يستطيعوا اخراج الزبيدي ورفاقه واخراج الضالع وحلفائها من المعادلة السياسية.

كل هذه القوى ستظل حاضرة ومن حقها المشاركة في وطن يتسع للجميع.

لذلك ارفعوا اصواتكم ولنتحد جميعا للمطالبة بوقف الحرب العبثية في ابين وصولا الى وقف الحرب في اليمن كلها فالمنتصر فيها مهزوم ..

فتحي بن لزرق

13 نوفمبر 2020