شهاب الدين وأخوه!

د. مروان الغفوري
الأحد ، ٠١ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:١٣ مساءً
مشاركة |

أنت تتصفح الآن موقع قناة العربية ثم تقع عينك على هذا العنوان:

نتوءات جلدية قد تكون علامة تحذير على حالة صحية خطيرة.

تقفز إلى التفاصيل. قبل ذلك تتحسس ملامح وجهك. تحاول استعادة ملامح من تحبهم.

في التفاصيل:

قد تكون البثرات الجلدية ناتجة عن ارتفاع الكوليسترول في الدم. عليك أن تتنبه لذلك وتحاول السيطرة على الكوليسترول من خلال الطعام والحركة.

تقول لك المقالة مقهقهة:

أقصد يمكن الكوليسترول عندك عالي؟

....

تخطو إلى موقع قناة الجزيرة فتجد هذا العنوان:

ألمانيا تشهر سلاحا خارقا في وجه كورونا.

أنت مهموم بكورونا. تقفز إلى التفاصيل. تركض بين الأسطر. تقهقه المقالة في وجهك قائلة:

طلبت وزارة الصحة الألمانية من المدارس تهوية الفصول كل عشرين دقيقة.

ذلك هو السلاح الخارق.

....

نتحدث هنا عن سقف الإعلام والتنوير العربي. عن أهم وسيلتين متاحتين للمتلقي العربي. حتى المسائل العلمية يكتبها الطبالون والدجالون وفقراء الموهبة.

كل شيء أصفر في حياتنا العربية. حياة كلها صفراء. الصحافة والحريات والحروب والحب والإبداع.

قبل خمس سنوات كان من المفترض أن أكتب مقالات علمية ل"الجزيرة الطبية". كانت حقلا قيد التأسيس وقد أبديت استعدادي بشرطي الأساسي الذي أردده في كل مكان: سأفعل ذلك مقابل الاحترام. ليس من الاحترام العبث بنصوصي ولا الاشتغال عليها دون موافقتي. (حدث ذلك مع صحيفة الوطن القطرية وانتهى الأمر إلى افتراقنا).

كتبت أول مقالة عن الكوليسترول. كما هي عادتي التي تزعج أناسا وترضي آخرين بدأت بالحديث عن تاريخ الكوليسترول وأجريت مقارنة بين صورتين من غينيا الجديدة. الأولى التقطها سياح في ثلاثينات القرن الماضي والأخرى التقطها بروفيسور دايموند في 2006. تذكرت دايموند وقبل أن أنتهي من المقالة اشتريت كتابه "العالم حتى الأمس" لأتأكد من معلومة كتبتها. كلفني الكتاب 30 دولارا.

أرسلت المقالة فرد علي المحرر مندهشا وسعيدا ومنشكحا من طريقة الكتابة ولغتها "الجديدة علي". استأذنني في أمرين اثنين: أن يحذف بعض المعلومات التي قد تخيف القارئ. وأن يدعوني للكتابة المتواصلة في الجزيرة الطبية بلا مقابل مالي. هكذا بهذا الوضوح. لم أرد على رسالته وعلمت فيما بعد أنه نشر المقالة ولا أدري هل حذف شيئا. ثم مع الأيام توقف عن مراسلتي.

على كل حال

نهاركم سعيد أيها الناس

فردا فردا

م.غ.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!