تتسابق الصفحات الإسرائيلية والخليجية إلى مديح السلام، كما لو أن أنهار الدم قد جرت بينهما.

الحقيقة أن قبائل الجزيرة أخذت شكل الدول عندما كان الصراع العربي الإسرائيلي، في شقه العسكري، قد شارف على النهاية. انتقل الطرفان من اللاعلاقة إلى العلاقة، تلك مسألة عادية، تحدث على مر الأيام في هذا الكوكب المكتظ. فمثلا لا توجد لليمن علاقة دبلوماسية مباشرة مع أكثر من 120 دولة في العالم، وإذا تأسست علاقة سياسية/ دبلوماسية بينها وبين تلك الدول فلا يمكننا القول إنها صنعت السلام.

دول الخليج بحاجة لتوقيع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين لا مع الإسرائيلين، مع أولئك الذين تحاصرهم وتشيطنهم وتتاجر بقضاياهم ومصائرهم، أولئك الذين لا تحمل لهم المعروف ولا يحملون لها الاحترام. هذه العلاقة الملتهبة بحاجة لمعالجة.

أما إسرائيل، الفاشية والاستعمارية، فهي تعلم أن جوائز نوبل للسلام التي حازتها من حفلتين شبيهتين لم تغير في الوقائع شيئا. حتى إن بائعة الهوى في (السفارة في العمارة) أخرجت أجرتها من بين نهديها وألقت بها في وجه زبونها العاري حين عرفت أنه يسكن جوار سفارة إسرائيل ..

م.غ.