ستة اعوام من المحارق التي التهمت قطعانهم ،  قطعان بمئات الالاف تشبه في اعدادها قطعان حيوان (النو) اثناء رحلتها السنوية في صحاري إفريقيا... انساق بشرية تضيع هباء منثور في الشعاب والسهول والرمال،  في واحدة من أسوأ وقائع الانتحار الجماعي، لا لغاية  نافعة، انما في سبيل  فكرة فنتازية بلهاء. تعالوا الى مفهومي الزمان والمكان على الجبهة الجنوبية لمارب مثلا: الزمان :67 شهر . المكان: جغرافيا ب30 كيلومتر . بمعنى آخر من مارس 2015م الى سبتمبر 2020م وهي مدة الحرب من (قانية) في (ماهلية) ، الى (الصدارة) طرف (ماهلية)، بمسافة لاتتجاوز 30 كيلومتر ، في هذا الحيز الزماني والمكاني، هلك الاف الناس واضعافهم جرحى ومثلهم اسراء ومثلهم تائهون ومفقدون وياتي  غبي وعديم المفهومية ويقول: - حققوا انتصارات..!  وقريبا سيصلون عاصمة المحافظة. مهلا ياشباب :  إذا كانوا قد جيشوا بالبلد وكتلتها البشرية الكبرى على مارب ،وبعد خسائر بشرية ومادية  هائلة، تمددوا 30 كيلومتر- المسافة بين قانية والصدارة- فكم يحتاجون من سنوات للتمدد على ثلاثين  كيلومتر اخرى ..؟ وكم يتطلب قطعهم للمسافة كاملة بين قانية ومارب..؟ انه امر مؤلم ان يساق الناس إلى الفناء بهذه الطريقة .. فالحقيقة الواضحة لكل ذي بصيرة، ان مايجري لايعدو كونه الفناء بذاته، واكثر ما يثير الحزن والاسىء لدى الانسان السوي ، لماذا يساق الناس بهذه الطريقة الوحشية إلى الفناء ..؟