ماهو رأي أنصار الإمارات فيما يجري؟

د. عادل الشجاع
الاثنين ، ١٧ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ١٢:٤٥ صباحاً
مشاركة |

سيبقى يوم 13 أغسطس في الذاكرة السياسية اليمنية أكثر من أي ذاكرة ، خاصة بعد إعلان الاتفاق الثلاثي بين الإمارات وإسرائيل وأمريكا ، رحلة التطبيع هذه جعلت بعض المأزومين نفسيا والمنحلين وطنيا يفاخرون بالسلام مع إسرايل وهم الذين قتلوا المئات إن لم يكن الآلاف من الذين حرضوهم على قتال إسرائيل ، لهذا لم يكن الأمر مفاجئا من قبل هؤلاء كما حاول البعض أن يفتح فاه تعبيرا عن المفاجأة.

من حيث المبدأ يجب الإدراك أن قضية اليمن لم تعد قضية النخب السياسية ولم تعد إسرائيل هي العدو لدى البعض وخاصة أولئك الذين ينظرون إلى عبث الإمارات بالدولة الوطنية وبالوحدة اليمنية بإعجاب ، وهم لا يجدون حرجا من الدفاع عنها والتبرير لها بأنها بهذه الخطوة تحمي نفسها من إيران ، وهم بذلك يسقطون أن إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة ، وأن الذي أسقط عدن مثل الذي أسقط صنعاء.

حينما تعرضت العاصمة صنعاء للاقتحام والتدمير من قبل المليشيات التابعة لإيران تحركت الدول الشقيقة ، فاعتقد اليمنيون أن إخوانهم جاؤا لنصرتهم ولم يدركوا أنهم الوجه الآخر المكمل لإسقاط الدولة وتمزيق الوحدة ، ليتحول المحرر إلى محتل وبدلا من استرجاع العاصمة صنعاء دفع بمليشياته لإسقاط عدن ، وبدلا من تحقيق السلام في اليمن ذهب يبحث عنه في إسرائيل.

انتفض المؤتمر الشعبي العام في الثاني من ديسمبر 2017 ، انتفاضة انتهت بقتل الزعيم علي عبدالله صالح ، لم يتحرك التحالف من أجل دعم الانتفاضة وإسقاط مليشيا الحوثي ، بل ساعد في تدمير المؤتمر الشعبي العام ، لكي يتسنى لهم صياغة الوضع في اليمن بالطريقة التي تعمل على إبقائهم لفترة طويلة ، ولم يكتفوا بذلك بل ساهموا باستبدال الزعيم بقيادة تتوافق مع المرحلة الجديدة.

ولاحقا لعبت الإمارات دورا راعيا لانقسام المؤتمر الذي يمثل أهم اختراق للجسد اليمني ، والأداة التي تقف عائقا أمام انطلاق المشروع الوطني ، ولعبت على هذا الانقسام دون ملامة ، بل ودون تدخل لوقفه ، وكأنه المطلوب استمراره لنصل إلى نقطة الفصل بين مرحلة ومرحلة ، بين احتلال اليمن وتشريد أهله وقتل أبنائه وبين البحث عن السلام مع إسرائل.

قد يبدو منطقيا أن يغضب البعض من الموقف الإماراتي مع إسرائيل ، خاصة بعد أن اكتشف الجميع أن الإمارات لا تريد سلاما لليمنيين وهي لا غيرها من أضاع فرصة صناعة اتفاق بين المؤتمريين وربطت بين قيادات المؤتمر المقيمة لديها وبين الحوثيين ومنعت التواصل بينهم وبين القيادات الممثلة للشرعية التي جاءت الإمارات من أجل إرجاعها إلى صنعاء ، بل وتمنع المصالحة داخل الصف الجمهوري المعادي للكهنوتية الحوثية.

أقول بوضوح إن الذي احتل عدن وسقطرى لا يمكنه أبدا أن يكون صانع سلام ولا يمكن أن يصبح شريكا في أي من ملامح الاستقرار ، فالدور التخريبي واضح والإمارات تدفع بأذنابها وطحالبها للترويج لتطبيعها مع إسرائيل ، حتى أضحى العشق التطبيعي رائجا لدى الممسوخين والمنحلين وطنيا ، وأمام كل هذا فإن الرد الوطني سيأتي وسيذهب اليمنيون نحو المستقبل ، لأنهم يدركون أن حملات الدعاء والتضرع لا يمكنها أن تغير المشهد.

هناك تيار وطني يتشكل ويتشكل معه المشروع الوطني وهو يدرك أن الضرب لابد أن يكون لرأس الأفعى ، فلن يفيد البكاء على اللبن المسكوب ، سيعمل هذا التيار على المضي في المصالحة السريعة داخل الصف الجمهوري لإنقاذ اليمن التي حولها بعض أبنائها إلى ملف تتفاوض به بعض الدول الإقليمية ، فنحن أمام أصحاب المشاريع الصغيرة الذين يلعبون أدوارا تحريضية على بلدهم ، والسؤال الذي يطرح نفسه : ما هو رأي أنصار الإمارات فيما يجري؟

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!