بن دغر.. مؤسس مداميك الدولة

ياسر هادي
الخميس ، ٠٦ أغسطس ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:١٧ صباحاً
مشاركة |

قد يكون الحديث عند البعض عن الشخصيات الوطنية الفاعلة و المؤثرة نوعاً من التزلف و المجاملة كما يزعم البعض لكن ذكر المآثر والمواقف و النجاحات في شتي الاصعدة لهذه الشخصية أو تلك أعتقد أن التطرق لها هي تعبير عن الإنصاف والاعتراف بالجميل.. واحد من أولئك الرجال المخلصين قولاً و عملاً الذي أصبح إنصافه واجب وطني وفرض عين بغض النظر عن رأي الآخرين فيه وهذه حالة صحية أن تجد مؤيداً ومعارضاً إلا أنه ترك فراغاً كبيراً في ميدان السياسة والعمل.. 

هو الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء السابق ومستشار رئيس الجمهورية الذي نجده حاضراً في كل المواقف والظروف التي تحتاجه إليه فلا يتردد في أن يسجل موقعاً وموقفاً يكون هو في الصدارة دوماً.. 

اليمن اليوم ليست بحاجة للحياد أو الانتظار إلى أين تتجه الموجة لكن اليمن بحاجة إلى كل شخص ومسؤول ومواطن و إعلامي ومهندس وناشط و سياسي و مغترب و رجل أعمال فالوطن ملك الجميع ويهم الكل. 

فحين نقول أن بن دغر كان ولايزال صوتاً و قيادياً وسياسياً يلبي دعوة الوطن فنحن نصدق القول في ذلك ولا نبالغ .. تعين الدكتور أحمد عبيد بن دغر قبل أربعة أعوام رئيساً للوزراء في ظرف عصيب ولا دولة ووضع مشلول وحياة معطلة و مؤسسات مفقودة و خدمات شبه متوقفة لكنه استطاع أن يحرك عجلة التنمية و يعود إلى عدن و يضع حجر أساس مداميك الدولة التي فقدها اليمنيون في الشمال والجنوب تاركاً خلفه كل الخلافات وكافة أشكال العنصرية والطبقية والحزبية.

واجه بن دغر الكثير من التحديات المحدقة بالوطن وبحكومته ووضُعت أمامه العديد من الملفات الساخنة و المعقدة منها السياسية والعكسرية والأمنية ولعل أهمها الملف الإقتصادي الذي لا يزال هو التحدي الأكبر للحكومة الحالية. 

تغلب الدكتور أحمد عبيد بن دغر على هذه التحديات و أرسى قواعد العمل المؤسسي للدولة وأعطى صلاحيات واسعة لكل الوزراء و المحافظين ومدراء المؤسسات المختلفة في تفعيل العمل المؤسسي كبوابة لعودة الدولة ليرى من ينجح في مهتمه أو يخفق وهذه الحالة تحتاج لسنوات طويلة لكنه خلال فترة وجيزة عمل على تقييم ومعرفة من هو الصالح و الغير صالح والمسؤول الناجح و المخفق وقد تكون أمام كثيرين أن سبب الفشل في مؤسسته هو الوضع الاستثنائي وهذه ذريعة كل من اخفق في عمله..

وما ينبغي اليوم هو أن الأسس والقواعد و برنامج الحكومة التي وضعها بن دغر يجب أن يستمر كي تستكمل عملية البناء والتنمية وعودة الخدمات من كهرباء ومياه و مرتبات الموظفين و ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في كافة المناطق والمحافظات فمن غير المنطقي أن تعمل حكومة بكل امكانياتها وجهدها لمدة ثلاثة أعوام تبني و تعمل ثم نقف أو ننحرف عن المسار وهذه هي قناعة لدى الكثيرين والذي يأملون أن تكون الحكومة الجديدة القادمة برئاسة الدكتور معين عبدالملك مكلمة لما بدأت بها حكومة بن دغر وأن يكون اختيار الوزراء وفقا لمبدأ الكفاءة والنزاهة والذين أثبتوا نجاحهم في الميدان والإدارة..صحيح أن اختيار الوزراء هو محاصصة وتوافق من قبل القوى السياسية و الأحزاب لكن أيضا يجب أن يكون معيار من هم مشهود لهم بالنزاهة و الكفاءة أيضا فنجاح أي وزير هو نجاح للحكومة.

آملين ان يُكتب النجاح للحكومة الجديدة القادمة وملبية لتطلعات وآمال المواطنين الذين صبروا كثيراً وتحملوا أعباء الوضع المتردي وفقدوا الخدمات الضرورية ورواتبهم ولقمة عيشهم لنبدء بمرحلة جديدة من الانفراج والعمل بنية صادقة و جادة لخدمة الوطن والمواطن.

*مدير عام التأهيل والتدريب في وزارة الإعلام.

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!