لماذا البعض لديهم استعداد للتضحية بحريتهم لأجل الحوثي؟

د. عادل الشجاع
الاربعاء ، ٠١ يوليو ٢٠٢٠ الساعة ٠١:١٣ صباحاً
مشاركة |

لست أدري ما هو السبب لدى أولئك الذين يضحون بقدر كبير من حريتهم وتقبلهم لممارسات الحوثي ؟ هؤلاء يحاولون تحويل وعي الناس إلى وعي تابع يتسم بالقبول وتضخيم قوة الحوثي . نجد أنفسنا أمام أشخاص يقفون خلف وسائل التواصل الاجتماعي ، نذروا أنفسهم لمواجهة كل من يدعو إلناس إلى تحرير وعيهم ويفضح أساطير هذه العصابة . هؤلاء على ما يبدو استمرؤا الخوف ، فيلقون ظلالا من الشك حول من يدعو الناس إلى استعادة حريتهم .

واضح جدا أنه لم يعد هناك معارضة لهذه العصابة ، بل هناك معارضة لمن يعارضها . وستجد هؤلاء الذين يعارضون من يعارض عصابة الحوثي يظهرون في صور خلفية وهم يضعون إحدى أصابعهم على خدهم ليوهموك أنهم يفكروا . لم يعد المعارضون للحوثي مراقبين من قبل أجهزته فحسب ،بل أصبحوا مراقبين من قبل أولئك الذين وقعوا ضحية للخوف ، واستمراؤه .

يخوفون الناس بقوة الحوثي ويرهبونهم بأنه أصبح قوة على الأرض . وهم يتجاهلون أو يتناسون بأن القوة لو كانت ثابتة ، لكان هتلر وموسيليني ونيرون وستالين وغيرهم باقون إلى يومنا هذا . الذي يبقي على الدكتاتورية هو الجهل والخوف . الخوف هو السلاح الأول والقوة التي تبقي على أي ديكتاتور .

إن التحرر من عصابة الحوثي في اليمن لا ينفصل عن حركة التاريخ . ولست أدري كيف يقبل هؤلاء لأنفسهم وأهلهم أن يعيشوا تحت وطأة العصابة بهذه الصورة المرعبة التي ساعدت الحوثي على استباحة روح الإنسان وعقله . الناس ويشعرون بالظلم والقهر ويتعرضون لكل أشكال الإذلال والامتهان . وهناك من يقتلهم بمزيد من التخويف .

الحوثي يعيش حالة رعب وهو لا ينام ولا يشعر بالاستقرار ، لكن هناك من ينقل هذا الخوف إلى الناس لكي يثبطهم من أن يرفعوا أصواتهم بالحقيقة . الحقيقة هي العدو الأول للدكتاتورية ، أي دكتاتورية ، لذلك نجدهم يهشون كلابهم على كل من يحاول نقل الحقيقة للناس ويستهدفونه بالحجج الواهية . ومحاولة إظهار عصابة الحوثي بأنها أصبحت أمرا واقعا يجب التسليم به .

لولم يكن مع الأحرار إلا الذر لقاتلوا به من جعل من عبد الملك الحوثي إلها أو مفوضا من الإله . يوالون من يواليه ويعادون من يعاديه . عصابة وضعت صلاحيات إلهية ودنيوية مطلقة بيد هذا الجاهل .

مهما ظهرت الديكتاتورية بمظهر القوة والتماسك والتنظيم ، ومهما عمدت إلى استخدام القوة وتطويع كل أجهزة القمع وتسخيرها لخدمة استمراريتها وتخويف الناس منها ، فإنها لا محالة ساقطة .تجارب التاريخ تقول إن عصابة الحوثي بكل جبروتها تعيش حالة رعب من غضبة الشعب . والذي يبقي عليها هو تفرق الناس وخوفهم ليس إلا .

لا تستمعوا لأولئك الذين يريدون تجسيد روح العبودية فيكم ونشر فكرة الانسحاب واللا مبالاة وإقناعكم بأنكم ضعفاء لا تقدرون على شيء . هم فقط يستفردون بكم ويتعاملون معكم كأفراد . وقد زرعوا بينكم من استمرأ روح العبودية وأصبحت حياته تقوم على المحاباة وجعل من نفسه مروجا لهذه العصابة .

نجد هؤلاء الذين استمراؤا العبودية ينكرون أي مظهر من مظاهر الاستبداد ، ويرفضون أي تحرك يكشف هذا الاتصال بين العبودية التي يمارسونها والاستبداد الذي يمارس عليهم . أثبت التاريخ أنه لا يوجد نظام يعمر إلى مالا نهاية . وحدها الشعوب لا تشيخ ولا تقهر .

تسعى عصابة الحوثي إلى تهميش المجتمع إلى أفراد وزعزعة الثقة بأنفسهم وتشويه قدراتهم وجعل الخوف والترقب سلوكا يوميا ونزع المبادرة من أيديهم حتى يجدون أنفسهم مع مرور الوقت عاجزين عن أي تحرك أو الخروج من دائرة الخوف . مهمة أصحاب الصور الذين يضعون أصابعهم على خدودهم ، يزرعون الخوف فيكم فلا تصدقونهم فالحوثي يستمد قوته من ضعفكم وشجاعته من خوفكم ، فاقلبوا المعادلة لتستعيدوا قوتكم وشجاعتكم .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!