المرحلة تستلزم مصالحة وطنية عاجلة لمواجهة الإمامة والاستعمار

د. عادل الشجاع
الثلاثاء ، ٢٣ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٠٨ صباحاً
مشاركة |

بادئ ذي بدء أحي الدكتور محمد الميتمي وزير الصناعة والتجارة الذي قدم إستقالته من الحكومة بعد أن رأى أن إستمراره فيها خيانة للعهد الذي قطعه على نفسه في حماية الجمهورية والدستور ومصالح الناس . جاء قرار الميتمي بعد أن أدرك أن تحالف دعم الشرعية تحول من نصير للشرعية إلى مدمر لها . وأدرك أن الوقوف على الحياد في هذه المعركة يعد من قبيل الوقوف الانتهازي ويشكل غطاء لاحتلال اليمن .

وللعودة إلى العنوان ، أقول بكل وضوح : لكي نعود إلى بناء الحياة السياسية يتطلب الأمر إطلاق مبادرة لمصالحة وطنية شاملة لا يستثنى منها أحد سوى أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء الله في أرضه أوالذين أسقطوا عن أنفسهم الهوية اليمنية وانتسبوا لغير اليمن .

لقد أصبح تحالف دعم الشرعية عائقا أمام استعادة الدولة اليمنية ومشجعا للانفصال بطريقة تخدم المفاهيم الشرق أوسطية التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني وإيران على حد سواء . أضحت المصالحة الوطنية ضرورة وليست ترفا . علينا أن نجهر بذلك أمام الملأ الإنساني وتحت كل الأنوار الساطعة لكي ننهي الحرب في اليمن وعلى اليمن .

يجب أن يتقدم المشروع الوطني دون خوف أو مواربة ، ولابد من تكريس كل الجهود للانخراط في الجهد الوطني المقاوم ، للحفاظ على وحدة اليمن والشعب اليمني ، والوقوف في وجه الاحتلال الذي يمارسه أشقاؤنا الذين تركوا جزءا من بلادهم للاحتلال الإيراني وأرادوا التعويض باحتلال أرضنا . يجب إنهاء دور تحالف دعم الشرعية بعد أن أصبح يمثل غطاء للاحتلال الإماراتي ويرعى الانفصال .

نحن بحاجة ماسة لمصالحة وطنية تنطلق من الإخلاص السياسي الوطني أولا والعربي القومي ثانيا والتكوين الحضاري الإسلامي ثالثا ، بعيدا عن التجاذبات التي تمزق الوطن وتجعلنا نلعق دمنا خدمة للمستعمر . لم يعد هناك من مبرر لهذا الانقسام ، وشتان بين بائع روحه من أجل حياة الآخرين والأجيال القادمة والوطن ، وبين من يشتري بتضحية الآخرين حضورا وشهرة وسلطة هي أقرب إلى العبودية .

تتعرض اليمن لمحنة وامتحان قاسيين ، للأسف يشارك في ذلك بعض أبنائها بالإضافة إلى الأعداء الذين لم ينسوا جراحهم وهزائمهم على يد ثورة سبتمبر وأكتوبر . هاهم اليوم يخوضون حربهم بأيدي أبناء الأرض والوطن والهوية . هاهم أعداء الجمهورية يقتتلون بأيدي الجمهوريين ، فهم يدفعون المال والجمهوريون يدفعون الأرواح والوطن والقضية والمصالح .

اليوم الكثير من شباب اليمن لا يعرفون لماذا كانت ثورة سبتمبر وأكتوبر . الفكر المناهض للجمهورية والوحدة ينتشر على نحو ما ويفتت اللحمة الوطنية والاجتماعية . عدم وعي الشباب اليمني بالثورة والجمهورية يجعلهم أداة حادة بيد أعداء لا يريدون لليمن السيادة والاستقلال . لا نستغرب اليوم وكثير من هؤلاء الشباب يقاتلون من أجل أهداف وهوية وتبعية ومصالح لم يستشهد آباءهم ولم يقوموا بثورتهم من أجلها ، بل من أجل دحرها .

فليصحو كل جمهوري من سباته العميق ، فهناك من يشعل النار بأطراف أثوابكم ليحرموكم من بلدكم ودولتكم واستقلالكم . ليطرح كل جمهوري على نفسه سؤالا : لماذا تقتتل القوى الجمهورية وفي الوطن فسحة للحوار ؟ لماذا يقتتل اليمن الثورة والوحدة ؟ لماذا ندمر الذاكرة ونشوه النشيد الوطني الذي رفع اسم اليمن وثورتها عاليا بين الأمم ؟

من يرفض المصالحة يحرق الوطن والشهداء ويصطف مع الأعداء . من يرفض المصالحة يستعيد الإمام أحمد الذي كان يحقق قلقه وأرقه وهياجه اليومي بقطع رؤوس اليمنيين .علينا أن نتذكر جيدا ، لكي نفكر جيدا ولكي يعود اليمن بيتا لكل اليمنيين الذين يتربص بهم أعداؤهم ويتربصون بأنفسهم . ليس من مصلحة الجمهوريين أن يسقط كل فريق منهم الفريق الآخر في حفرته ، ويسقطون الوطن في الفخ المنصوب له وللأمة العربية كلها .

ولا ننسى هنا أن نذكر الجيش الذي تم التآمر عليه مبكرا وتم تمزيقه حتى لا يستطيع الدفاع عن اليمن وسيادته ، أن يوحد نفسه في مجلس عسكري يعيد لهذا الشعب كرامته وللوطن سيادته . عليكم أن تسارعوا إلى هذه الخطوة لكي تحرروا القرار اليمني من المعتقل .  

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!