البقاء للأغبياء يا سامعي وليس للأصلح

د. عادل الشجاع
الخميس ، ١٨ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٣٨ صباحاً
مشاركة |

قبل أيام تعرض النائب أحمد سيف حاشد لتهديد بتصفيته ، مما جعله يستنجد لحمياته ، فأنجده الوصي ابن الوصي محمد الحوثي ووعده بتحكيمه . وبهذا اعتقد أنه انتصر وطار فرحا في انتظار التحكيم الذي سيكون اعتذارا برسم المكافأة للمعتذر الذي سيخوض منازلة أخرى مع ضحية أخرى . وبعده بيومين غرد أحد المغردين مستهترا بالنائب سلطان السامعي ، مما جعل الأخير يستشيط غضبا ويذكر هذا المغرد ومن وراءه بالتضحيات التي قدمها هو والمجاهدين الذي دفع بهم إلى الجبهات دفاعا عن الوطن كما قال . وذهب إلى القول : إن البقاء للأصلح وليس للأغبياء .

وأنا أقول له ، إن البقاء للأغبياء وليس للأصلح ، لأنه لو كان البقاء للأصلح لكنت أنت وأمثالك تقودون مجريات الأمور وليس هؤلاء الأغبياء . أتدري لماذا البقاء للأغبياء وليس للأصلح ، لأن الأصلح يعمل في خدمة الأغبياء ، ولأن الأصلح ينتظر تحكيما بقتله من الأغبياء . ولأن الدفاع الذي تمارسونه ليس دفاعا عن الوطن ، بل دفاعا عن هؤلاء الأغبياء .

الأغبياء امتهنوا إنسانية الأصلح فجعلوهم رعايا يعيشون في قلب الخوف ولا يملكون القرار في شأن يومهم وغدهم ، وجردوهم من قناعاتهم الوطنية وحولوهم إلى أتباع من خرج عليهم اتهموه في دينه ووطنيته وأصبح مجرد التحكيم منهم انتصارا لنا حتى لو داسوا على كرامتنا بأحذيتهم . البقاء للأغبياء وليس للأصلح ، طالما والأصلح يعتقد أنه يدافع عن الوطن ضد العدوان ، بينما هو في حقيقة الأمر ينتصر للأغبياء ويمد في حياتهم لفترة أطول ، وهم العدو الحقيقي .

الأصلح هو الذي صنع هؤلاء الأغبياء بقوة الخوف الذي سكن قلبه وبالشكوك التي احتلت عقله وبالخنوع الذي امتص وجدانه . هؤلاء الأغبياء لم يولدوا من العدم وإنما ولدوا من خوف الأصلح . هؤلاء الأغبياء قال عنهم القيادي في الحرس الثوري الإيراني سعيد قاسم : إنهم شيعة الشوارع ، أو الشيعة الأقزام . وهم منذ ذلك الحين يناضلون على رؤوسكم ليأخذوا اللقب بجدارة .

هؤلاء الأغبياء لا يجدون مضاضة من إهانة الفرس لهم ، بل يتقبلونها كالشهد حبا للمذهب ويعلقونها وساما على صدورهم . هؤلاء الأغبياء الذين هم موضع سخرية من الجميع ، لم يجدوا ولا يمكن أن يجدوا أحدا يسخرون منه سوى المناصرين لهم . لن يتوقفوا عن توجيه الإهانات والسخرية من الأصلح الذي قبل بهم أوصياء وولاة يحق لهم أخذ الخمس من الأصلح بوصفه غنيمة .

ألا ترى يا شيخ سلطان أن تحكيم الغبي محمد علي الحوثي للأصلح أحمد سيف حاشد هو إبقاء للأغبياء وإزاحة للأصلح ؟ تحكيم من غبي لا قيمة له ، ولا لصاحبه نفسه ، حينما يتعلق الأمر بالكرامة ، لكن الأصلح أحمد سيف حاشد يرى أن ذلك إنتصارا له . وأنت تعلم علم اليقين أن الأغبياء الذين يرتكبون جرائمهم لا يكترثون بالاعتذار ، بل إن الاعتذار يعد مكافأة لهم مادام بإمكانهم فعلها في فترة لاحقة .

الأغبياء احتلوا صنعاء وأعلنوا الحرب دون تكليف من أحد والأصلح أدخلهم إليها وحماهم بأكثر من ربع مليون شهيد خلال سنوات الحرب وساعدهم على التقسيم الطائفي والمناطقي البغيض . الأغبياء حولوا اليمن إلى دولة فاشلة ، فقل لي بربك يا شيخ سلطان أنت والقاضي أحمد سيف ، ماذا يفيد إعتذار الأغبياء الذين قادوا اليمن إلى حرب دمرت كل شيء ، بل حتى ماذا تفيد إدانتهم كمجرمي حرب لأكثر من ٣ ملاين طفل يتموا وفقدوا أباءهم وأمهاتهم وأكثر من ربع مليون أرملة معظمهن ترملن وهن في عز الشباب ؟

خلاصة الأمر : مادام الأصلح ينتظر تحكيما لكرامته من الأغبياء ، فهو يعمق الخوف في المجتمع ويطوعه لتأمين مصالح الأغبياء . لقد راكم الأصلح بعلاقته غير السوية مع الأغبياء ضحاياه لينتصر الأغبياء على الشعب اليمني . من يعتقد أن جماعة تدعي الحق الإلهي وتعتبر الآخرين مجرد عبيد ، عليهم أن يشكروا الله أنه جعلهم عبيدا لديها ، ستقبل به يوما ما خارج هذه العبودية ، فهو واهم . هذه الجماعة أوهى من بيت العنكبوت ، وهزيمتها ممكنة وسهلة ، فقط وجهوا سلاحكم إليها وليس معها . حينها ستدركون أنكم كنتم تخافون من الوهم .  

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!