يرفضون الخمس ويقبلون بالوصايا طريقا للعبودية!

د. عادل الشجاع
الخميس ، ١١ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:٤٩ صباحاً
مشاركة |

خرج علينا العديد من المنضوين تحت العبودية الكاملة للحوثي ببعض التمرينات البلاغية التي توحي بأنهم قد تأذوا من قانون الخمس الذي جرح مشاعرهم . لو خلعوا الاسفنجات التي وضعوها في رؤوسهم واستعادوا عقولهم التي صادرونها لوجدوا أن الحوثي قد سرق كل شيء ودفع البلد إلى حافة الإنهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ودفع باليمنيين إلى الفقر المدقع وأوصل الموت إلى كل البيوت .

يرفضون دفع الخمس لعبد الملك الحوثي ويقبلون به وصياعليهم ووليا نيابة عن الله . يمدونه بأبنائهم قرابين لكي تظل جذوة الحرب التي أشعلها مشتعلة ولم يوكله أحدا لإشعالها . الأيدي التي تنهال عليهم بالضرب أخذها من بين صفوفهم . لم يكن له سلطة عليهم إلا بهم . هم الذين صنعوا منه لصا يسرقهم ومجرما يقتلهم . هل كان هذا اللص يستطيع البقاء لولا أبناء القبائل الذين يموتون في جبهات العبودية كل يوم ؟

يكاد المرء يقع من شدة الضحك وهو يقرأ تغريدات تخرج من محراب العبودية تطالب من لا يعترف بقانون أو دستور أن يلغي قانون الخمس . لقد قبلوا به وليا وحفيدا للرسول ويريدون أن يعفيهم من الخمس . عبد الملك الحوثي هو القانون في مملكة العبيد ، ورغبته هي الدستور وتسخير كل موارد البلاد لإشباع رغباته وملذاته . قبلتم به سيدا وتبخلون عليه بالخمس . قبلتم بالقهر والذل والعبودية واستكثرتم عليه الخمس من المال .

حارب مشروعكم في الحياة الكريمة ، أفقركم ليسودكم ، واضطهدكم ليستعبدكم وأذاقكم مر العيش وشظفه ليبقى سيدا في كهفه تقبلون طلته من وراء الشاشات . احاط نفسه بهالة فارغة من الجهل المقدس وأحطتموه بهالة من الخنوع ليحافظ على امتيازات تافهة وقودها حياتكم وحياة أبنائكم .

والملفت للنظر أن قيادات المؤتمر في صنعاء لم تعترض على مطالبة الحوثي بالخمس ، فكانوا أكثر واقعية لأنهم قد تنازلوا عن اليمن كلها ، فلماذا يعترضون على ماهو ثانوي . سيخرج علينا من يبرر لهؤلاء المتحوثين تحت عذر الخوف من تهور الشيطان ، لكن ذلك تعبير عن الضعف وإسقاط مبدأ الشجاعة في المواجهة . الاعتقاد الخاطئ والتبرير للخوف أفقد الناس شجاعة المواجهة . السجون مليئة بشجعان المؤتمر ، فماذا نفعهم خنوع الخانعين ؟

اليمن بحاجة إلى صدمة لكي تستعيد حريتها . وعلى اليمنيين أن يفقدوا صبرهم كي لا يفقدوا إرادتهم . ماذا نتوقع من مجتمع أساتذة جامعاته يقودهم وزير جاهل ثقافته ملازم سيده . إذا أردنا إسقاط الخمس الذي يعتبرنا غنيمة علينا أن نسقط هذه العصابة التي تستمد وجودها من عبوديتنا . وإذا لم نهزم هذه العصابة ونمارس سيادتنا ، فسندفع الثمن الغالي والمؤلم في المستقبل .

الحوثية خطر على الحياة وليس فقط خطر على التعايش . أصبحت قيادات المؤتمر المتحوثة في صنعاء وامتدادها في الخارج مصابة بمتلازمة ستوكهولم وهو مرض تصبح معه الضحية متعاطفة مع جلادها ومعذبها ، لدرجة أنها تستبسل للدفاع عنه والتضحية من أجله .

نحن جميعا أمام خيارين ، إما التحرك بشجاعة إلى الأمام أو السماح للصوص بالسيطرة على مستقبلنا . والسؤال الذي يطرح نفسه : كيف يسمح حزب مدني لنفسه أن يستمر بالشراكة مع جماعة خارجة عن القانون ؟

خلاصة القول لمن ألقى السمع وهو شهيد ، المسألة ليست مجرد الخمس ، بل جريمة بحق اليمن وسيادته واقتصاده ولقمة عيش شعبه ، إنها مجزرة يرتكبها الحوثي ومن معه من العبيد بحق وطن أرادوه تابعا لإيران ، وطن يسرق خيراته وخيرة شبابه وثرواته ليسد بها شهوته بالسيادة على مجتمع يريده قطيعا من العبيد . اقتلوا الحوثي يخلوا لكم وجه اليمن .

الظاهرتان المناخيتان إل نينيو وإل نينيا

لا تعليق!